شعاره عليه السلام/ هلا تعلمت
السيد احمد الاشكوري/ النجف الاشرف
العلوم الدينية لسانية عقلانية لها ميزان دقيق تبحر في الحق وتحاكم بمعيار العدل وتنمو في سماء العلم والوجدان.
فالنص القرآني والروائي لاشتماله على ظاهر ومجمل وحيث لم ينسج بلغة النص الصريح دائماً فلابد من احتواء الخطاب الديني بالمحكم المتأصل الناصع الموافق للفطرة، والفكرة السماوية تعرض على الثابت الديني خشية الإساءة، والمنظومة الإلهية من فقهها ونظمها الأخلاقية ونهجها العقائدي تخطو خطوات مترتبة متكاملة ومتماسكة في بودقة واحدة، وفهم ظاهرة إمامة المهدي عليه السلام التي تعيش في خضم الأبحاث الشائكة وانحرفات السلوك تدرك في امتداد بحث صفات الخالق والنبوة العامة والخاصة والإمامة وحجم الإيمان بها فرع المعرفة السديدة (قلت يا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يكون إيمان بهم بغير معرفتهم فقال لا) ومعرفة الوسيط السماوي لا يمكن أن يُعرف بذاته وكنهه (يا علي لا يعرفك إلا الله وأنا ولا يعرفني إلا الله وأنت) نعم الروايات عرفته بصفاته وبمشروعه وبمقدار ما خططت السماء له من مهام جسيمة إذ يعرف المرء بمنصبه المخطط من الخبير الحكيم المانح للوسام، فلنا سبيلان للمعرفة:
أحدهما نعرفه عن نهج الكتب التاريخية وثانيهما عن طريق المنقول المؤيد بالعقل.
والطريق الأول وإن كان مرضياً لكنه إجمالي وغير وافي، والسر في ذلك أن المرشح السماوي سيُعرف عن طريق أفق العقل البشري والعلم المحسوس والطموح الضيق، وتنحصر معرفته بخصوص صفاته البارزة دون الكامنة وبمقدار حجم إدراك المؤرخ الانسي لاسيما انه قد تم تحريف التأريخ وسجلاته وإطفاء ضياء وصي السماء والحجب عن شمائله وفضائله إما حسداً وخوفاً وطمعاً من مناويهم، وإما جهلاً وعجزاً عن مقامه حتى وصل البعض إلى المحطة الخاطئة المعوجة، فظنوا أن الأولياء تعدد مدارس ودراسات وتنوع قصص واختلاف منهاج وغايات.
وحينئذ قالت أفكارنا:
لابد من الاستعانة بالعقل الوحياني لاستكمال الصورة وتصحيحها وتناولها بفصول متكاملة ومترابطة وتتبع المسيرة من أولها، والنظر في قافلة الصلحاء والهداة من النبع الزلال والروافد العذبة والعين المتدفقة، فكما أن الأفلاك الأرضية متراصة ومتحابة على أسس ونظم دقيقة ومرتبة من قبل خالقها فما بالك بمنظومة الهداية المتمثلة بمنظومة الرسل والأولياء والتي هي الهدف الأساس من نشأة العوالم.
وترشيد العمل فرع استبصار الطريق والتفاعل، والحب الفطري لا يتأتى إلا بترسيم اللوحة بريشة خبيرة ولابد من النظر إليها برؤية موحدة بمعالمها وألوانها وعذوبتها ونسقها وتناسبها.
فجنس ثمنها وثرائها رهن صانعها وناظرها.
فقالت أفكارنا الفصل الأول: الله محبوب الأشياء كلها ولا تدركه الأبصار والحواس تعالى الله الملك الحق وهو الذي خلق السماوات والأرض بالحق، والقوة والعزة لله وهو الحي لا إله إلا هو (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الأَْسْماءُ الْحُسْنى) والكون خلق الله (فَأَرُونِي ما ذا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ) والله غيب السماوات والأرض وإليه يرجع الأمر، وما خلق السماوات والأرض وما بينهما باطلاً وعبثاً. (ما تَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ( وقد ورد في الدعاء: (اللهم إني أسألك (١)باسمك الذي دان له كل شيء (٢)وبرحمتك التي وسعت كل شيء (٣)وبعظمتك التي تواضع لها كل شيء (٤)وبعزتك التي قهرت كل شيء (٥)وبقوتك التي خضع لها كل شيء (٦)وبجبروتك التي غلبت كل شيء (٧)وبعلمك الذي أحاط بكل شيء (٨)يا نور يا قدوس (٩)يا أول قبل كل شيء (١٠)ويا باقيا بعد كل شيء).
فالصانع للكون هو البهي الجميل الجليل العظيم الرحيم الكامل العزيز، فمن خلال هذه الأوصاف تدركه العقول بحسب تفاوت إدراكها وتمسه القلوب بحسب اختلاف نقائها فتتميز الرؤى وتختلف المذاهب على أساس صفات خالق الكون فمدرستنا (مدرسة أهل البيت عليهم السلام) ترى أن الله ليس كمثله شيء وهو المبرء عن كل نقص وشائبة لا شريك له ولا شبيه فهو الرحمن الرحيم الكريم المقيم العظيم القديم العليم الحليم الحكيم المانع الدافع الرافع السامع الجامع الشافع الواسع الموسع وكل كمال ينتهي إليه وهو الغني.
ثم أردفت أفكارنا أما الفصل الثاني ففي صفات الأنبياء ونستعرض أهمها:
١ ـ الاصطفاء (إِنَّ اللَّهَ اصْطَفى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْراهِيمَ وَآلَ عِمْرانَ عَلَى الْعالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ( فالآية تدل على أن الله بكل ما للفظ من معنى متقدم هو المرشِح والمنتخِب فليس الاصطفاء عشوائياً مضاداً لفعل الحكيم وتدل أيضاً ان عملية الاصطفاء تمر بمرحلتين مرحلة الفرد (كآدم ونوح) ومرحلة العنوان العام (كآل إبراهيم وآل عمران) تأكيداً وتمهيداً لظاهرة جديدة وإعداداً للاستئناس بالاصطفاء (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) وهذا الاصطفاء العام قد يصحبه خفاء الاسم لكن مؤشره (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) فالاصطفاء مزيج من الجهد البشري ومن الاختيار الرباني، ومن هنا كل سفارة إلهية (نبياً كان أو وصياً) لابد من التنصيص عليها ولا مسرح للانتخاب (يا يَحْيى خُذِ الْكِتابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْناهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا * وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا وَزَكاةً وَكانَ تَقِيًّا) فالآية تضمنت سعي النبي بقوله (خذ) وبقوله (كان تقيا) والانتخاب الإلهي (وَآتَيْناهُ) واستمرار الرعاية المقتضية لمقام الأنبياء (وَحَناناً مِنْ لَدُنَّا) وهو الحنان اللدني.
والمراد من (الزكي) الطهارة النفسانية من الارجاس الشيطانية والأخباث الجسمانية.
ثم إن الاصطفاء لا يختص بالأنبياء فحسب، بل يعم الأولياء (وَإِذْ قالَتِ الْمَلائِكَةُ يا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاكِ).
٢ ـ الميراث العلمي (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا) وسر هذا الميراث هو الاصطفاء بمقتضى الآية وقوله (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً * إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ) ـ)وَكَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالأَْرْضِ) وبالميراث العلمي تتأتى العصمة، وحيث أن القرآن بعضه يفسر بعضاً فلابد من تفسير الآيات التي فيها إشارة إلى عدم العصمة بالمحكم القرآني من ثبوت العلم والعصمة. (وجاء في القرآن على لسان عيسى بن مريم (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) )وَلُوطاً آتَيْناهُ حُكْماً وَعِلْماً).
٣ ـ الشهادة الناظرة على الكون وما فيه (وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً(، وشهادته ليست مجرد النطق والكلام، بل بما للشاهد من الكفاءة العالية والأهلية والمنزلة والمقام بحيث له علم بأسرارنا (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً).
٤ ـ الولاية التكوينية والتشريعية: فالأنبياء يتصرفون في الشأن الكوني على أساس الحكمة والهدف الذي من أجله بعثوا وبنحو لا يتصادم مع القوانين الكونية، فلا تعطيل للنواميس والقوانين الكونية وولايتهم بإذن الله والقول بأن فعل (ابرى، أحيى الموتى...) كانت تقع بسبب دعائهم فقط مردود لأن ظاهر الآيات تدل على انهم كانوا يتصرفون بعالم التكوين )أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَْكْمَهَ وَالأَْبْرَصَ وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللَّهِ)،ـ (اذْهَبُوا بِقَمِيصِي هذا فَأَلْقُوهُ عَلى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرا).
ومقام هذه الولاية أرفع من الولاية التشريعية (إدارة الناس وحكمهم ونشر قوانين الشريعة بينهم وهدايتهم إلى الصراط المستقيم) وبذلك يتضح جواب الذين ينكرون الولاية التكوينية باعتبارها ضرباً من الشرك، فليس المقصود الولاية التكوينية المستقلة عن الله إنما هم يفعلون بإذن الله وبأمر منه، والمنكر للولاية التكوينية يرى أن مهمة الأنبياء تنحصر بالدعوة الى الله وإبلاغ رسالته وقد يتوسلون أحياناً بالدعاء إلى الله في بعض الأمور التكوينية.
٥ ـ الصفات الربانية )إِنَّ إِبْراهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ( ـ(وَما أَرْسَلْناكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ( (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) فقد دل الأمر على صفات النبي (الرسول الشاهد النبي ـ النذير الأمين المكين النجي النجيب الحبيب الخليل الصفي ـ خاصة الله ورحمته وخير الخلق نبي الرحمة خازن المغفرة وقائد الخير والبركة ومنقذ العباد من الهلكة والداعي والقيم بأمره أو النبيين ميثاقاً الذي غمسته في بحر الفضيلة والمنزلة الجليلة والدرجة الرفيعة والمرتبة الخطيرة وأودعته في الأصلاب الطاهرة الشامخة الهادي المهدي والبشير النذير المنير الأمين العادل الشفيع والسفير الحجة المكين المطاع في ملكوته الأحمد من الأوصاف والمحمد لسائر الأشراف الكريم عند الرب المكلم من وراء الحجب الفائز بالسياق. وسرّ هو دستور حياة للإنسانية وليس لحقبة زمنية خاصة التشابه في صفات الأنبياء باعتبار استنادها إلى الله.
وهذا غيض من فيض، وأنت خبير فإن القرآن حينما تحدث عن صفاتهم لم يكن قصاصاً.
ولا سراداً لتأريخ، ولم يخاطب شريحة خاصة من البشر وهم من عاصروهم فالقراءة القرآنية للصفات ينبغي دراستها بشكل حلقات متتالية دون الدراسة الماضوية والمقطعية لأن باعتبار استنادهاإلى الله، المضمون القرآني فصفاتهم فصل في ضمن فصول متألفة، فهو أعدادي يأتي من الفصل القادم.
ثم واصلت أفكارنا أخذ الفصل الثالث الناطق بلابدية الإمامة وخصائصها، فالإمامة خلافة للنبوة لا تكون إلا بتعيين من الله بنص النبي أو الإمام الذي نص عليه النبي وأن الإمامة زمام الدين ونظام المسلمين وصلاح الدنيا وعزّ المؤمنين، إن الإمام أس الإسلام النامي وفرعه السامي، والإمام كالشمس الطالعة للعالم وهي في الأفق، بحيث لا تناله الأيدي والأبصار، والإمام البدر المنير والسراج الزاهر والنور الساطع والنجم الهادي في غياهب الدجى والبيد القفار ولجج البحار والماء العذب للظمآن، والدال على الهدى والمنجي من الردى، والدليل على المسالك، من فارقه فهالك، والسحاب الماطر والغيث الهاطل والأمين الرفيق والوالد الشفيق ومفزع العباد في الداهية، هو أمين الله في أرضه وحجته على عباده وخليفته في بلاده، الداعي إلى الله والذاب عن حريم الله المطهر من الذنوب المبرأ من العيوب مخصوص بالعلم موسوم بالحلم نظام الدين وعز المسلمين وغيظ المارقين وبوار الكافرين.
الإمام واحد دهره لا يدانيه أحد ولا يعادله عدل ولا يوجد له بديل مخصوص بالفضل كله من المتفضل الوهاب، فمن ذا يبلغ معرفة الإمام ويمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الألباب وحسرت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وتقاصرت الحلماء.
وقد دل الأثر على أنهم أئمة المؤمنين وسادة المتقين وكبراء الصديقين وأمراء الصالحين وأنوار العارفين وورثة الأنبياء وصفوة الأوصياء وشموس الأتقياء وبدور الخلفاء وعباد الرحمن وشركاء القرآن ومنهج الإيمان ومعادن الحقائق وشفعاء الخلائق وأبواب الله ومفاتيح رحمته ومقاليد أمره وسحائب رضوانه ومصابيح جنانه وحملة فرقانه وخزنة علمه وحفظة سره ومهبط وحيه وعندهم أمانات النبوة وودائع الرسالة.
ثم توجت أفكارنا فصلها الأخير فتحدثت أن الإمام المنتظر هو العدل المشتهر إمام نقي مرضي هاد مهدي أول العدل وآخره توضح به معاقد الحق ومجهول العدل ويفرج به عن الأمة ويملأ قلوب العباد إيماناً ومعرفة، هو الشمس الطالعة من مغربها يظهر عند الركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحدٌ أحداً ويعطف الهوى على الهدى لا انه يلغي الهوى، ويريهم كيف يكون عدل السيرة ويحيي ميت الكتاب والسنة، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة وبين أهل الانجيل بالانجيل وبين أهل الزبور بالزبور وبين أهل القرآن بالقرآن.
فلا يلغي الآخر ولا يدعو إلى أحادية النموذج بل يبقى الإنسان يتحرك في مسرح الاختيار وهذا أبان ظهوره المقدس ويفرق المهدى أصحابه في جميع البلدان ويأمرهم بالعدل والإحسان ويجعلهم حكاماً في الأقاليم ويأمرهم بعمران المدن.
وفي الرواية المهدي يقفو أثري لا يخطئ، لا أنه يأتي بشريعة جديدة، وفي حديث آخر يصنع.
ما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، (وسنته سنتي يقيم الناس على ملتي وشريعتي) (وإن قائمنا إذا قام لبس ثياب علي عليه السلام وسار بسيرته).
وفي رواية أنه متبع لا مبدع، أي دوره مكمل لفصل من مراحل النظم الكوني ومحقق لفلسفة الخلق والإيجاد.
أما سماته:
١ ـ أشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلقاً وخُلقاً وحسناً وجمالاً، وأشبه الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شمائله وأقواله وأفعاله، وأشبه الناس بعيسى بن مريم خلقاً وخُلقاً ووقاراً وهيبةً.
٢ ـ معه راية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومواريثه ومواريث الأنبياء وأنه معصوم في عمله، وسيرته القصد، وسنته الرشد، وكلامه الفصل، وحكمه العدل.
٣ ـ يرضى عنه سكان السماء والأرض، لأن مشروعه إقامة العدل والإحسان والقسط ومحقق لأهداف الأنبياء.
٤ ـ ساقي الأمة في المحشر، وله من المقام العظيم في يوم القيامة عند الله ما يغبطه عليه الأنبياء والصالحون.
٥ ـ التمني في الانخراط تحت مشروعه من قبل جميع الأنبياء والأولياء والصلحاء.
٦ ـ يدعو إلى ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، ثم يتجنب أمر القتال إلى أن يضطر إلى الحرب الدفاعية ويحارب العلماء أي علماء حكماء السوء، وأتباع الأئمة المضلين، لا أنه يهاجم حملة فضيلة العلم، فمشروعه وجداني فطري إقناعي لا إستبدادي، وقائم على أسس العدل والعلم والعقل ورفض الخرافة والجهل والشعوذة.
كانت ضمن ذاته تنتج اطروحية العالمية بمالها من جمال وجلال الخير.
٧ ـ معيار الانتماء إلى مدرسته ليس عفوياً وجزافياً ولا طوبائياً فلا يترضى الانتماء إلى الفكرة بمجرد اسمها ويرفض الظواهر المبهمة، ولا يمضي الاعلام المخادع المسيّس، ولا يسمع اسلوب السذاجة والمعايير العفوية والتقليدية، هتافه وشعاره هلاّ تعلمت هلا تعقلت ثم عملت.
خطابه خطاب الاحتجاج القرآني ليس له طريقة أخرى في التشريع، وفي الفضائل وفي اسلوب الحياة الكريمة، وفي التنزه عن المعائب والشرك الخفي.
٨ ـ يرفض الحبر الساحر، والفهم المقلوب، والصورة التخوينية، واستحماق البشر.
ثم ختمت أفكارنا اسمحوا لي بكلمة أخيرة:
١ ـ حال زمن الغيبة في القيم والأهداف والأساليب لا يختلف عن النهج القرآني والنبوي، فنهجنا القرآن والسنة لا غير.
٢ ـ الفتن بحسب روحها هي هي وسقطات الطريق في زماننا تعرف بالرجوع إلى عبرة التأريخ فنحذر من قميص الظلامة وانكماش البصيرة ورفع الشعارات الخلابة، فهي كالرعيد بلا مطر، فالحذر من خلط الأوراق والتصيد بالماء الكدر والانزلاق في المتاهات والسير في الظلمات واللعب بالمشعوذات.
(وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ).