عدّه في المناقب القديمة والهداية من القابه، ويأتي في الخطبة الغديرية ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم قال: " الّا انه وارث كل علم والمحيط به". ومن الواضح انّه عليه السلام وارث العلوم والكمالات والمقامات والآيات البينات لجميع الانبياء والأوصياء وآبائه الطاهرين عليهم السلام. وفي حديث طويل ومفصل ان الامام الصادق عليه السلام قال: " حتى يرد الكوفة... ثم يقول الحسني خلّوا بيني وبين هذا، فيخرج اليه المهدي عليه السلام فيقفان بين العسكرين فيقول له الحسني ان كنت مهدي آل محمد صلى الله عليه فأين هراوة جدك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم وخاتمه وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه المربوع (١)، وناقته العضباء، وبغلته الدلدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، وتاجه(٢) والمصحف الذي جمعه امير المؤمنين عليه السلام بغير تغيير (٣) وتبديل.
(فيحضر له السفط الذي فيه جميع ما طلبه). (٤)
قال المفضل: يا سيدي فهذا كلّه كان في السفط؟ قال: (نعم والله) (٥) وتركات جميع النبيين حتى عصى آدم، وآلة نجارة نوح، وتركة هود وصالح ومجموع ابراهيم وصاع يوسف، ومكيل شعيب وميزانه، وعصى موسى وتابوته الذي فيه بقية ما ترك آل موسى وآل هارون تحمله الملائكة، ودرع داود وعصاته وخاتم سليمان وتاجه، ورحل (٦) عيسى وميراث النبيين والمرسلين في ذلك السفط.(٧)
وروى الشيخ أبو الفتوح الرازي في تفسيره انّه جاء عن الصادقَيْن عليهما السلام: (إنّ تابوت وعصى موسى في بحيرة طبرية، وإنَّ الامام صاحب الزمان عليه السلام يخرجهما في عهده من هناك).(٨)
ومروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال: " عصى موسى قضيب آس مِنْ غرس الجنّة أتاه بها جبرئيل عليه السلام لمّا توجّه تلقاء مَدْين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية، ولن يَبْلَيا ولن يتغيرا حتى يخرجهما القائم عليه السلام اذا قام".(٩)
وجاء في عدة اخبار انّ الكتب السماوية الأصلية في غار في انطاكية وانّه عليه السلام سوف يخرجها من هناك.
ومروي في غيبة الفضل بن شاذان عن الامام الباقر عليه السلام انّه قال: " اوّل ما يبدأ القائم عليه السلام بانطاكية (١٠) فيستخرج منها التوراة من غار فيه عصى موسى، وخاتم سليمان".(١١)
والمروي في غيبة النعماني عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال ليعقوب بن شعيب: " ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟ فقلت: بلى، قال: فدعا بقِمطَر (١٢) ففتحه، وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فاذا في كمّه الأيسر دم، فقال: هذا قميص رسول الله صلى الله عليه وآله الذي (كان) عليه يوم ضربت رباعيته (١٣)، وفيه يقوم القائم، فقبّلت الدّم ووضعته على وجهي، ثمّ طواه أبو عبد الله عليه السلام ورفعه".(١٤)
وروي هناك وفي الكافي انّه قال عليه السلام:"... وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلى مكة بتراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
فقلت (١٥): ما تراث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم؟ قال: سيف رسول الله، ودرعه، وعمامته، ( وبرده) (١٦) وقضيبه (ورايته) (١٧) ولامته وسرجه.(١٨)
الهوامش:
(١) في المصدر (البرقوع). الهداية: ص ٤٠٤.
(٢) سقطت من الترجمة. واثبتت في المختصر: ص ١٨٩ ـ وفي الهداية: ص ٤٠٤.
(٣) في الترجمة (تفسير) وفي المصدر ما اثبتناه.
(٤) سقط هذا المقطع من المصدر، واثبت في المختصر: ص ١٨٩ وفي الترجمة.
(٥) سقط من المصدر والمختصر واثبت في الترجمة بقوله: (بلى والله).
(٦) هكذا في الترجمة والمختصر: ص ١٩٠، واما في المصدر (انجيل) بدل (رحل).
(٧) المختصر (الحسن بن سليمان الحلي): ص ١٨٩ - ١٩٠ ـ الهداية الكبرى (الحسين بن حمدان الخصيبي): ص ٤٠٤.
(٨) نظراً إلى انّ الرواية الموجودة بالفارسية لذلك فقد ترجمناها عن النص الفارسي ولعلّها جزء من الرواية التي بعدها التي رواها عن غيبة النعماني.
(٩) الغيبة: ص ٢٣٨، الباب ١٣، ح ٢٧.
(١٠) هكذا في نسخة البحار، واما في الترجمة فالعبارة تكون هكذا: (فيرسل إلى انطاكية من يستخرج منها... الخ).
(١١) لم نجد الرواية في كفاية المهتدي الذي ينقل عنه المؤلف رحمه الله ما في غيبة الفضل بن شاذان، ولعلّها سقطت من نسختنا لاختلاف النسخ ; وقد نقلها العلامة المجلسي رحمه الله في البحار: ج ٥٢، ص ٣٩٠، عن الأنوار المضيئة ولم نجدها في المطبوع والله العالم.
(١٢) القمطر بكسر القاف وسكون الميم وفتح الطاء المهملة: ما يصان فيه الكتب.
(١٣) الرباعية بفتح الراء وتخفيف الياء: السن الذي يكون بين الثنية والناب.
(١٤) الغيبة (النعماني): ص ٢٤٣.
(١٥) في الترجمة: (فسأل الراوي).
(١٦) سقطت من الترجمة واثبتت في المصدرين.
(١٧) سقطت من الترجمة، واثبتت في المصدرين، وهي هكذا في الكافي، وامّا في غيبة النعماني فقد قدمت على (وقضيبه).
(١٨) الكافي (الروضة): ج ٨، ص ٢٢٥ ـ الغيبة (النعماني): ص ٢٧٠.