الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٦٨) اشكالية التناقض بين فساد وكمال المجتمع
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٦٨) اشكالية التناقض بين فساد وكمال المجتمع

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: الشيخ حازم المالكي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٧/٠٣ المشاهدات المشاهدات: ٤٠٠٨ التعليقات التعليقات: ٠

اشكالية التناقض بين فساد وكمال المجتمع

الشيخ حازم المالكي

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على الهادي الأمين محمد وآله الطيبين الطاهرين.
هنالك من يشكل كيف يصل العالم إلى مرحلة الفساد والظلم وبنفس الوقت يصل الناس إلى مرحلة من الوعي والتهيء لظهور الإمام (عجّل الله فرجه) إلّا يوجد تناقض؟
والجواب:
هناك نصوص تفيد بأن الإمام (عجّل الله فرجه) يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
فقد يتصور أن الظهور يتوقف على امتلاء الأرض ظلماً وجوراً.
بل أن بعض التيارات المنحرفة تعمل على زيادة الظلم والجور والفساد لتوهمهم بأنه شرط وعامل مؤثر في الظهور وتعجيل الفرج. وهذه شطحة وانحراف.
ولا شك ولا ريب أن هذا التفكير إن لم يساهم في استفحال الفساد والظلم والجور في الأرض، فهو يؤدي إلى اليأس وعدم محاربة الظلم والفساد. وترك فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
وبالتأكيد هذا مخالف لتعاليم الإسلام الذي يصرح برفض الظلم والطغيان ومحاربة الفساد، فليس معنى (تمتلئ الأرض ظلماً وجوراً) الواردة في الروايات هو أن انعدام العدل وعدم وجود صلاح.
بل أنها تعني انتشار الظلم والفساد وسيطرة الظالمين والمفسدين على مفاصل الحياة في معركة بين الظلم وبين العدل. بين الفساد وبين الصلاح. بحيث يصل إلى درجة يكون الحفاظ على القيم الحميدة صعب مستصعب. حتى يبلغ الظلم ذروته ويستفحل ويكون هو البارز على حساب الصلاح والعدل.
كيف يكون الظلم والفساد والظلم شرطاً وسبباً لظهور الإمام (عليه السلام) وخروجه؟ وهما السبب في تأخير الظهور إن لم نقل أن غيبته بسبب الظلم والفساد. فالمعنى أن الإمام (عجّل الله فرجه) إذا ظهر يملأ الأرض عدلاً كما امتلأت بالظلم والفساد من قبل .وليس المعنى ذلك ينتظر أن يطغى الفساد ليخرج .
فنقول من أبرز وأهم آليات تعجيل الظهور أو لا أقل تقريب الظهور هو وجود ثلة مؤمنة كافية من المخلصين والأنصار، الذين يهيئون المجتمع ويجعلونه مستعدا لظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
فلابد أن يمهدون لذلك ويدعمون ويهيئون ويعملون على بعث وتحريك الناس بالوعي والتفكر لينصروا حركة الإمام (عجّل الله فرجه) ويسندونها .
بل نقول من دون هذا التمهيد والوعي سيكون مدعاة لتأخير الظهور، وذلك انطلاقاً من الحقائق التالية :
١- خروج اليماني وغيره فهو ناصر للإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف. فيكون حاملا لوعي المرحلة حاملا هموم الأمة الإسلامية منتظراً ايجايباً لظهور الإمام (عجّل الله فرجه).
٢- دور الإمام (عجّل الله فرجه) دور القيادة فيحتاج من يعي حركة القائد وهذا لا يتم إلّا بوجود نخب تحمل على أعبائها مسؤولية ذلك. ليكونوا النواة الأولى لثورته المباركة.
خصوصاً إذا استبعدنا فرضية استخدام المعجزة من قبله (عجّل الله فرجه) لتحقيق الهدف المنشود.
وغيرها من الحقائق نعرض عنها خوف الإطالة.
و الحمد لله رب العالمين.

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016