عن الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليه السلام أنّه قال:
((عليكَ السَّلامُ، يا سُفيانُ، انْزِلْ) فنَزَلْتُ فَعَقَلْتُ راحِلَتي، ثُمَّ أَتَيْتُهُ فَجَلَسْتُ إليه، فَقال: (كَيْفَ قُلْتَ، يا سُفْيانُ؟) فَقُلْتُ: السلامُ عليكَ، يا مُذِلَّ رِقابِ المؤمنين. (فقال: ما جَرَّ هذا مِنْكَ إِلَيْنا؟) فَقُلْتُ: أنتَ واللهِ _ بأبي أنتَ وأُمِّي _ أَذْلَلْتَ رِقابَنا حينَ أَعْطَيْتَ هذا الطّاغيَةَ الْبَيْعَةَ وَسَلَّمْتَ الأمْرَ إلى اللَّعين بْنِ اللَّعينِ بْنِ آكِلَةِ الأكْبادِ، وَمَعَكَ مائَةُ ألْفٍ كُلُّهُمْ يَموتُ دُونَكَ، وَقَدْ جَمَعَ اللهُ لَكَ أمرَ النَّاسِ. فقال: (يا سُفْيانُ، إنّا أَهْلُ بَيْتٍ إذا عَلِمْنا الحَقَّ تَمَسَّكْنا به، وإِنّي سَمِعْتُ عليّاً يَقول: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ يَقولُ: لا تَذْهَبُ اللَّيالي والأيّامُ حتَّى يَجْتَمِعَ أَمْرُ هذه الأمَّةِ على رَجُلٍ واسِعِ السُّرْمِ، ضَخْمِ البُلْعومِ، يأْكُلُ وَلا يَشْبَعُ، لا يَنْظُرُ اللهُ إلَيْهِ وَلا يَموتُ حتَّى لا يَكونَ لهُ في السَّماءِ عاذِرٌ، ولا في الأرْضِ ناصِرٌ، وإِنَّهُ لَمُعاويةُ، وإنِّي عَرفْتُ أَنَّ اللهَ بالِغُ أمرِهِ). ثُمَّ أذَّنَ المُؤَذّنُ، فَقُمْنا على حالِبٍ يَحْلِبُ ناقَةً، فَتَناوَلَ الإِناءَ فَشَرِبَ قائِماً، ثُمَّ سَقاني، فَخَرَجْنا نَمْشي إلى المَسْجِدِ، فَقَالَ لي: (ما جَاءَنا بِكَ، يا سُفْيانُ؟) قُلْتُ: حُبُّكُمْ وَالّذي بَعَثَ مُحَمَّداً بالهُدَى ودينِ الحقِّ، قال: (فَأَبْشِرْ، يا سُفيانُ، فإِنّي سَمِعْتُ عليّاً يَقُولُ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ يَقولُ: يَرِدُ علَيَّ الحَوْضَ أَهْلُ بيْتي وَمَنْ أحَبَّهُمْ مِن أُمَّتي كهَاتَيْن، يَعْني السَّبَّابَتَيْنِ، وَلَوْ شِئْتُ لَقُلْتُ هاتَينِ، يَعْني السَّبّابَةَ والوُسْطى، إحداهما تَفْضُلُ على الأخْرى. أَبْشِرْ، يا سُفْيانُ، فَإِنَّ الدُّنيا تَسَعُ البَرَّ والفاجِرَ حتَّى يَبْعَثَ اللهُ إمامَ الحَقِّ مِن آلِ محمدٍ صلى الله عليه وآله وسلم).
هذا لفظ أبي عبيد. وقال: (وفي حديث محمد بن الحسين وعلي بن العبّاس بعض هذا الكلام موقوفاً عن الحسن غير مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله إلاّ في ذكر معاوية فقط).
مصادر الحديث:
* فتن السليلي: على ما في ملاحم ابن طاووس.
* مقاتل الطالبين: ص ٤٣ - ٤٤ - فحدثني محمد بن الحسين الأشناني وعلي بن العبّاس المقانعي، قالا: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، قال: أخبرنا عمرو بن ثابت، عن الحسن بن حكم، عن عديّ بن ثابت، عن سفيان بن أبي ليلى، وحدثني محمد بن أحمد أبو عبيد، قال: حدّثنا الفضل بن الحسن المصري، قال: حدّثنا محمد بن عمرويه، قال: حدّثنا مكي بن إبراهيم، قال: حدّثنا السري بن إسماعيل، عن الشعبي، عن سفيان بن أبي ليلى، دخل حديث بعضهم في حديث بعض، وأكثر اللفظ لأبي عبيدة، قال: أتيت الحسن بن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط، فقلت: السلام عليك يا مذّل المؤمنين، فقال:
* مناقب الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: ج٢ ص١٢٨ ح ٦١٤ - كما في رواية مقاتل الطالبييّن، بسند يلتقي بسنده من السري بن إسماعيل، بتفاوت، وليس فيه: (أنت والله _ بأبي أنت وأمي - أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية الطاغية البيعة، وسلّمت الأمر إلى اللعين بن اللعين بن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلّهم يموت دونك، وقد جمع الله لك أمر الناس، فقال: يا سفيان، إنّا أهل بيت إذا علمنا الحقّ تمسّكنا به...).
* شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج ١٦ ص ٤٤ - عن أبي الفرج، بسنديه مع تقديم وتأخير، وفي سنده: (محمد بن أحمد بن عبيد) بدل (محمد بن أحمد أبو عبيد). و(البصري) بدل (المصري). و(ابن عمرو) بدل (محمد بن عمرويه)، و(الاشنانداني) بدل (الاشناني). وفيه: (... قلت... إلى اللعين ابن آكلة... جمع الله عليك أمر).
* ملاحم ابن طاووس: ص ٢٢٨ ح٣٣١ ب ١٧- ملخّصاً، عن كتاب الفتن للسليلي في عذر مولانا الحسن عليه السلام في صلح معاوية وبشارته بالمهدي، ذكر، بإسناده عن الشعبي، عن سفيان بن أبي ليلي، كما في مقاتل الطالبيّن بتفاوت، وفيه: (... اِنْزِلْ يا سُفْيانُ، ولا تَعْجَلْ... كَيْفَ قُلْتَ يا سُفْيانُ، قال: قلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، قال: وما ذِكْرُكَ لهذا؟ فذكرت الذي كان من تركه للقتال ورجوعه إلى المدينة، قال: يا سُفْيان حَمَلَني عَلَيْه أنّي سَمِعْتُ عَلِيّاً عليه السلام يَقُولُ: لا تَذْهَبُ اللَّيالي... تُجْمَعُ هذه... وَاسع السُّرْبِ... في الأَرْضِ عَاذِرٌ وَلا في السَّماء نَاصِرٌ... فنودي بالصلاة، فقال: هَلْ لَكَ - يَا سُفْيَانُ- في المَسْجِدِ؟، قال: قلت: نعمْ فخرجنا نمشي حتى مررنا على حالب له يحلب ناقة له... وسقاني، وقال: ما جاءَ بِكَ، يا سفيانُ... الحَوْضَ مِنْ أهْلِ بَيْتي... مِنْ أُمَّتي، وَسَّوى بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ كَهَاتَيْنِ وَلَوْ... كَهَاتَيْنِ مَا لأحَدهما فضلٌ على الآخر أبْشِرْ).
* البحار: ج ٤٤ ص ٥٩ ب ١٩ ح ٧- عن ابن أبي الحديد، بسنديه، وفيه: (أبي عمرويه بدل ابن عمرو الأشناني بدل الاشنانداني)، وفيه: (... ما جرَّ هذا مِنْكَ... فَقُمْنا إلى...).
* العوالم: ج ١٦ ص ١٧٨ ب ٣ ح ٨- عن ابن أبي الحديد، بسنديه، وفي سنده: (محمد بن أحمد أبو عبيد) بدل (محمد بن أحمد بن عبيد)، و(أبي عروبة) بدل (ابن عمرو)، و(علي بن إبراهيم) بدل (مكّي بن إبراهيم)، و(سفيان بن الليل)، بدل (سفيان بن أبي ليلى)، و(الاشبابداني) بدل (الاشنانداني)، وفيه: (... جَمَعَ اللهُ عَلَيْكَ أمْرَ النَّاس... حَتَّى يُجْمَعَ أمرُ هذِهِ... فَقُمْنا إلى...).