الصفحة الرئيسية » البحوث والمقالات المهدوية » (٧٧٨) إمامنا الذي نُدعى به: المهدي وحده (عجّل الله فرجه)
 البحوث والمقالات المهدوية

المقالات (٧٧٨) إمامنا الذي نُدعى به: المهدي وحده (عجّل الله فرجه)

القسم القسم: البحوث والمقالات المهدوية الشخص الكاتب: شعيب العاملي تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠٧/١٤ المشاهدات المشاهدات: ٤٤٨٨ التعليقات التعليقات: ١

إمامنا الذي نُدعى به: المهدي وحده (عجّل الله فرجه)

شعيب العاملي

بسم الله الرحمن الرحيم
﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتيلاً﴾ [الإسراء ٧١]
انقسم المسلمون في تفسير الآية الشريفة كما انقسموا في الإمامة بعد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) بين فرقتين:
١- فمن قال بإمامة المعصومين الاثني عشر (عليهم السلام) والنص عليهم من الله تعالى تبعهم في تفسير الآية والتزم بأن الإمام هنا في جانب الحق هو الإمام المعصوم حصراً، بخلاف رايات الضلال المتكثرة...
٢- ومن قال بإمامة الخلفاء الثلاثة حارَ في تفسيرها فتنوّعت المخارج عندهم، ونقل الفخر الرازي عندهم خمسة وجوه:
الأول: إن الإمام في الآية هو النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) برواية أبي هريرة!
والثاني: إن الإمام هو الكتاب السماوي المنزل.
والثالث: إن الإمام هو كتاب الأعمال.
والرابع: إن الإمام بمعنى الأم: أي يدعون بأمهاتهم.
والخامس: هو الخُلُقُ الباطن في الإنسان الذي يدعوه للعمل فهو إمامه الذي يدعى به! )
ويلاحظ على تفاسيرهم كلّها أنها لا تستند على ما يُركن إليه، فكون النبي إمامَ كلّ البشرية، وكونه الشاهد على من يأتي بهم الله شهداء وهم الأنبياء والأئمة، لا ينافي وجود هؤلاء الشهداء وكونهم الأئمة الذين ينادى بهم الناس.. ﴿كَيْفَ إذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى‏ هؤُلاءِ شَهيداً﴾ [النساء٤١]
وإتيان كتب الأعمال، أو دعاء الناس بأمهاتهم إلّا الشيعة، أو تأثير الخُلُق في الثواب والعقاب، كلُّه لا ينكر، إلّا أنه أجنبي عن دعوة الناس بإمامهم.
لذا فاخر كلُّ منهم بأن له إماماً يدعى به، فقال قائلهم: نحن أحمديون وإمامنا الذي ندعى به في هذه الطريقة غداً إن شاء الله هو السيد أحمد الرفاعي.(٢)
وهكذا تفرّقت الفرق، بينما روى الشيعة عن الرسول والأئمة (عليهم السلام) جملة من الروايات في ذلك منها:
الرواية الأولى:
عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنْ قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وتَعَالَى: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏﴾
فَقَالَ: يَا فُضَيْلُ اعْرِفْ إِمَامَكَ فَإِنَّكَ إذا عَرَفْتَ إِمَامَكَ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الأمر أو تَأَخَّرَ ومَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ ثُمَّ مَاتَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ صَاحِبُ هَذَا الأمر كَانَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ كَانَ قَاعِداً فِي عَسْكَرِهِ لَا بَلْ بِمَنْزِلَةِ مَنْ قَعَدَ تَحْتَ لِوَائِهِ. قَالَ: وقَالَ بَعْضُ أَصْحَابِهِ بِمَنْزِلَةِ مَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلم). (٣)
الرواية الثانية:
عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: اعْرِفِ الْعَلَامَةَ فَإِذَا عَرَفْتَهُ لَمْ يَضُرَّكَ تَقَدَّمَ هَذَا الأمر أو تَأَخَّرَ إِنَّ اللَّهَ (عَزَّ وجَلَّ) يَقُولُ - يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏ - فَمَنْ عَرَفَ إِمَامَهُ كَانَ كَمَنْ كَانَ فِي فُسْطَاطِ الْمُنْتَظَرِ (عليه السلام). (٤)
 وهي كسابقتها صريحة في كون الإمام هو الإمام الذي تجب معرفته والاعتقاد به وليس سوى المعصوم وهو الإمام الحجة في زماننا (عجّل الله فرجه).
الرواية الثالثة:
عن عمار الساباطي عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال لا تترك الأرض بغير إمام يحل حلال الله ويحرم حرامه، وهو قول الله: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏﴾، ثم قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية..(٥)
 وهي أصرح من سابقاتها حيث أن الإمام هو الذي لا تترك الأرض دونه، وهو الذي يموت من لا يعتقد به ميتة جاهلية، وليس سوى الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه).
 الرواية الرابعة:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ‏ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام): ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏﴾ قَالَ: إِمَامِهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ وهُوَ قَائِمُ أهل زَمَانِهِ. (٦)
 وهي صريحة في أنه قائم أهل زمانه وقائم أهل زماننا هو الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه).
فضلاً عن روايات أخرى بمضامين كثيرة منها:
- قولهم (عليهم السلام): نَحْنُ الشُّهُودُ عَلَى هَذِهِ الأمة، أو قولهم: نَحْنُ الْأَشْهَاد.(٧)
- وقولهم: لكل زمان وأمة إمام، يبعث كل أمة مع إمامها. (٨)
- وقولهم في تفسير الشهداء على الناس: هُمُ الأئمة. (٩)
- وقولهم: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ يَمُوتُ أو كَافِرٍ يُوضَعُ فِي قَبْرِهِ حَتَّى يُعْرَضَ عَمَلُهُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وَعَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) وَهَلُمَّ جَرّاً إلى آخر مَنْ فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ. (١٠)
- وقولهم: نُصِبَتِ الْمَوَازِينُ وَأُحْضِرَ النَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَهُمُ الأئمة يَشْهَدُ كُلُّ إِمَامٍ عَلَى أهل عَالَمِهِ. (١١)
- وفي رواية بعد أن يُهتَف باسم الرسول وأمير المؤمنين (عليهما السلام): فَيُقَالُ لِعَلِيٍّ فَهَلْ خَلَّفْتَ مِنْ بَعْدِكَ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ حُجَّةً - وخَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ- يَدْعُو عِبَادِي إلى دِينِي وَإِلَى سَبِيلِي؟
 فَيَقُولُ عَلِيٌّ: نَعَمْ يَا رَبِّ - قَدْ خَلَّفْتُ فِيهِمُ الْحَسَنَ ابْنِي - وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، فَيُدْعَى بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ (عليه السلام) فَيُسْأَلُ عَمَّا سُئِلَ عَنْهُ عَلِيُّ بْنُ أبي طَالِبٍ (عليه السلام)، قَالَ ثُمَّ يُدْعَى بِإِمَامٍ إِمَامٍ وَبِأَهْلِ عَالَمِهِ فَيَحْتَجُّونَ بِحُجَّتِهِمْ فَيَقْبَلُ اللَّهُ عُذْرَهُمْ ويُجِيزُ حُجَّتَهُمْ... .(١٢)
رغم كلّ ما تقدّم، قد يشتبه الأمر فتُحمل الآية على معانٍ أخرى، ويمكن أن يسبب الاشتباه أفكارٌ منها:
١- إن هناك إمامة في طول إمامة الحجة (عجّل الله فرجه)كأن يقال: إن ما يُسأل عنه الإنسان كمصداق للآية ﴿نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏﴾ أمران:
إمامة الإمام المعصوم أولاً، وإمامةٌ أخرى بعده وهي إمامة (القائد السياسي) تارة أو (الفقيه الأعلم) تارة أخرى.
بتقريب: أن الإمام قد أمر باتباع الفقيه، والقدر المتيقن مما تحصل به النجاة هو اتباع فقيه معيّن، فتكون إمامته في طول إمامة الحجة!
وكأن القائل يريد القول أن هناك رايات متعددة يرفعها الفقهاء والعلماء، ولا تحصل براءة الذمة إلّا باتباع واحد منهم اتباعاً مطلقاً، ومن لم يتّبعه فأعماله غير مقبولة، ولعل ولايته تكون منقوصة!
والجواب عليه:
إن الاعتقاد بإمامة أيّ أحد ولو بهذا المقدار أي في طول إمامة الإمام الحجة (عجّل الله فرجه) مما لا يمكن تحميله للمذهب الشيعي على الإطلاق، فالأئمة عندنا هم الاثني عشر فقط، والإمام الذي نزلت فيه الآية هو ﴿إِمَامهِمُ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ وهُوَ قَائِمُ أهل زَمَانِهِ﴾ ﴿يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ﴾ وليس سوى واحد، وهو في زماننا الحجة المنتظر (عجّل الله فرجه).
وكون (الفقيه) مصداقاً للآية ك(إمام) مما لا تساعد عليه الآية ولا الروايات.
فالأمر محصور بين أئمة الهدى وهم المعصومون (عليهم السلام) وكل العلماء والفقهاء أتباع لهم تحت رايتهم، تقابلهم أئمة الضلال وأتباعهم، حتى أن منهم من قد يكون إمامه ضبّاً كما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام): وَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّهَ يَقُولُ يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏، وَإِنِّي أُقْسِمُ لَكُمْ بِاللَّهِ لَتُبْعَثَنَّ ثَمَانِيَةُ نَفَرٍ إِمَامُهُمُ الضَّبُّ وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّيَهُمْ فَعَلْت.(١٣)
وليس للعلماء ولا للفقهاء رايات يدعون بها في قبال راية المعصوم (عليه السلام)، ولا دليل على أن المكلف يدعى براية الفقيه الذي يرجع إليه أو القائد السياسي الذي يتّبعه..
ولزوم رجوع عوام الشيعة إلى علمائهم حكمٌ كسائر الأحكام التي يسأل عنها الإنسان، بعيداً عن كونه مصداقاً لرايات أئمة الهدى أو أئمة الضلال.
فالآية الشريفة ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ‏﴾ منحصرة في جانب الهدى بالأئمة من آل محمد (عليهم السلام) بعد جدهم المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلم).
ومن جانب الضلال يتكثر الأئمة.
أرشد إلى هذا المعنى إن خفي على البصير قولهم (عليهم السلام):
سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) يَقُولُ: يَغْدُو النَّاسُ عَلَى ثَلَاثَةِ صُنُوفٍ: عَالِمٍ وَمُتَعَلِّمٍ وَغُثَاءٍ: فَنَحْنُ الْعُلَمَاءُ، وَشِيعَتُنَا الْمُتَعَلِّمُونَ، وَسَائِرُ النَّاسِ غُثَاءٌ. (١٤)
فالفقهاء اليوم وإن كانوا علماء بالنسبة لنا إلّا أنهم مَعَنَا على مائدة المعصومين (عليهم السلام)، يدخلون في فئة (المتعلمين) من الأئمة (عليهم السلام)، يغترفون قطرات من بحارهم (عليهم السلام)، فأين علمهم من علم الأئمة؟! وما عند موسى والخضر معاً لا يزيد عن قطرة يأخذها طائر بمنقاره أمام بحار علم المعصومين.(١٥)
٢- أن الإمامة هي ما يقتضي العمل ولا يُكتفى بالاعتقاد فمن اعتقد بإمامة صاحب العصر والزمان لم يكفه ذلك، بل لا بدّ له من العمل أيضاً.
نقول: إن هذا مما لا يختلف فيه الشيعة، بل يروون عن أئمتهم أن ترك العمل مطلقاً والغوص في الكبائر قد يكون سبباً في بغض آل محمد كما في حديث شريف: فَإِذَا فعل ذَلِكَ أَخَذَ فِي بُغْضِنَا أهل الْبَيْتِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَنْهَتِكُ سِتْرُهُ فِي السَّمَاءِ وسِتْرُهُ فِي الأرض.(١٦)
وهذا الأمر أجنبي عن المقام، فإن من يموت مبغضاً لهم لا يجيب عندما يسأل عن إمامه بأنه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه)، وأما من يموت على ولاية آل محمد فإنه يجيب بأن إمامه هو المهدي وإن كان عاصياً لله تعالى، إذ ليس بين الشيعة من يدّعي العصمة، ومعظمهم خطّاؤون لكنهم أطاعوا الله في أحب الأشياء إليه وهو الإيمان بالإمام بعد الإيمان بالله والرسول، فيغفر لهم وتنالهم شفاعة الأئمة الطاهرين.
وما قد يتوهم من الحديث الشريف عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم): فِي قَوْلِ اللَّهِ (عزّ وجل) ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾ قَالَ: يُدْعَى كُلُّ قَوْمٍ بِإِمَامِ زَمَانِهِمْ، وَكِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ. (١٧)
إن الإمام شاملٌ لكتاب الله وسنة النبي، هو توهم في غير محله، فإنه (بجمعه مع الروايات السابقة) يتضح أنه من باب ذكر السبب والمسبب معاً، كما دلّ على ذلك قولهم (عليهم السلام): ولِكُلِّ أهل زَمَانٍ هَادٍ وَدَلِيلٌ وَإِمَامٌ يَهْدِيهِمْ وَيَدُلُّهُمْ وَيُرْشِدُهُمْ إلى كِتَابِ رَبِّهِمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّهِمْ. (١٨)
فالإمام شيء، والكتاب والسنة شيء آخر، والإمام هو المرشد لهما، والسؤال هو عن إمامة الإمام، الذي يرشد إلى كتاب الله وسنة النبي، لا أن الإمام هو كل ما ورد في الكتاب والسنة.
فما يسأل عنه الإنسان من أحكام شرعية وطاعات ومعاصٍ وتقصير بحق فلان أو أذية لفلان وما يسأل عنه من صغيرة أو كبيرة كله في جانب، والإمامة التي يدعى بها في جانب آخر.
٣- إن الإمامة مطلقة كما ذكر الطباطبائي، قد يُتوهّم أن كلمات السيد الطباطبائي في تفسير الميزان تؤيد القول السابق، حينما يقول: على أن قوله: بإمامهم مطلق لم يقيد بالإمام الحق الذي جعله الله إماماً هادياً بأمره، وقد سمى مقتدى الضلال إماماً كما سمى مقتدى الهدى إماماً، فالظاهر أن المراد بإمام كل أناس في الآية من ائتموا به سواء كان إمام حق أو إمام باطل... .(١٩)
لكن هذا الفهم مجتزأ، فإن السيد يقرّ بأن الإمام في جانب الضلال يسمى إماماً، لكنه لا يقول أن إمام الحق في زماننا يمكن أن يكون أحداً غير المعصوم، وقد صرّح بذلك عندما قال: ﴿يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ﴾ وسيجي‏ء تفسيره بالإمام الحق، والآية مع ذلك تفيد أن الإمام لا يخلو عنه زمان من الأزمنة، وعصر من الاعصار، لمكان قوله تعالى: ﴿كُلَّ أُناسٍ﴾، على ما سيجي‏ء في تفسير الآية من تقريبه، ثم إن هذا المعنى أعني الإمامة، على شرافته وعظمته، ويستنتج من هنا أمران: أحدهما: أن الإمام يجب أن يكون معصوما عن الضلال والمعصية،... الثاني: عكس الأمر الأول وهو أن من ليس بمعصوم فلا يكون إماما هاديا إلى الحق البتة.(٢٠)
كذلك في محلٍّ آخر حينما عدّ مصداق الآية الإمام الحق الذي يتصف بكونه مصداقاً للآية الشريفة: ﴿قالَ إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً﴾، وليس سوى المعصوم كما هو معلوم.(٢١)
٤- أن الإمامة عامة كما ذكر صاحب تفسير الأمثل، قال: من الواضح أن كلمة (إمام) في هذا المكان لها معنى أوسع، وتشمل أية قيادة سواء تمثلت بالأنبياء أو أئمة الهدى أو العلماء أو الكتاب والسنة.(٢٢)
نقول: بل من الواضح من كل ما تقدّم أن ما ذكره صاحب تفسير الأمثل لم يكن الأمثل قطعاً، فالإمام هنا في جانب الحق هو الإمام المعصوم حصراً كما دلّت عليه الأدلة المتقدمة، وهو ما التزم به صاحب تفسير الميزان بخلاف ما قد يفهم من كلامه اشتباهاً.

الهوامش:

(١) فليراجع كتابه مفاتيح الغيب ج‏٢١ ص٣٧٦.
(٢) روضة الناظرين وخلاصة مناقب الصالحين ص٧٩
(٣) الكافي: ج‏١ ص٣٧١
(٤) الكافي ج‏١ ص٣٧٢
(٥) تفسير العياشي ج‏٢ ص٣٠٣
(٦) الكافي ج‏١ ص٥٣٧
(٧) مناقب آل أبي طالب ج‏٤ ص١٧٩.
(٨) تفسير القمي ج١ ص٣٨٨.
(٩) بصائر الدرجات ج‏١ ص٨٢.
(١٠) تفسير القمي ج‏١ ص٣٠٤.
(١١) الكافي ج‏٨ ص١٠٦.
(١٢) تفسير القمي ج‏١ ص١٩٣.
(١٣) بصائر الدرجات ج‏١ ص٣٠٦.
(١٤) بصائر الدرجات ج‏١ ص٨.
(١٥) راجع بصائر الدرجات ج‏١ ص٢٣٠.
(١٦) الكافي ج‏٢ ص٢٨٠.
(١٧) عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ج‏٢ ص٣٣
(١٨) كتاب سليم بن قيس الهلالي، ج‏٢، ص: ٨٨٥.
(١٩) الميزان في تفسير القرآن ج١٣ ص١٦٦.
(٢٠) الميزان في تفسير القرآن ج‏١ص٢٧٣- ٢٧٤.
(٢١) راجع عبارته في الميزان في تفسير القرآن ج‏١٣ص١٦٥.
(٢٢) تفسير الأمثل، جزء ٩، صفحة ٦٧.

التقييم التقييم:
  ١ / ٥.٠
 التعليقات
الدولة:
الإسم: رعد كامل
العراق
النص: دمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان ونسالكم الدعاء
تاريخ الإضافة: ٢٠١٦/٠٢/١٤ ٠٢:٥٣ م
إجابة التعليق

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016