عن الإمام أبي محمد الحسن المجتبى عليه السلام أنّه قال:
(إنَّ الرَّجُلَ إذا نَامَ فإِنَّ روحَهُ مُتَعَلِّقةٌ بالرّيحِ، وَالرِّيحُ مُتعلِّقَةٌ بالهَواءِ، فإذا أرادَ اللهُ أَنْ يَقْبِضَ روحَه جَذَبَ الهَواءُ الرّيحَ، وَجَذَبَتِ الرّيحُ الرّوحَ. وإذا أرادَ اللهُ أَنْ يَرُدَّها في مَكانِها جَذَبَتِ الرّوحُ الرِّيحَ، وَجَذَبَتِ الرِّيحُ الهَواء، فعادَتْ إلى مَكانِها. وَأَمَّا المَوْلودُ الذي يُشْبِهُ أَباهُ، فإنَّ الرَّجُلَ إذا واقَعَ أهْلَهُ بِقَلْبٍ ساكِنٍ وَبَدَنٍ غَيْرِ مُضْطَرِبٍ وَقَعَتِ النُّطْفَةُ في الرَّحِم، فيُشْبِه الوَلَدُ أباهُ. وَإِذا واقَعَها بِقَلْبٍ شاغِلٍ وبَدَنٍ مُضْطَرِبٍ، فَوَقَعَتِ النُّطْفَةُ في الرَّحِم، فَإِنْ وَقَعَتْ عَلَى عِرْقٍ مِنْ عُرُوقِ أعْمامِهِ يُشْبِهِ الوَلَدُ أَعْمامَهُ، وَإنْ وَقَعَتْ على عِرْقٍ من عُروقِ أَخْوالِهِ يُشْبِه الوَلَدُ أخوالَهُ. وأَمَّا الذكْرُ وَالنِّسْيانُ، فإِنَّ القَلْبَ في حُقٍّ والحُقُّ مُطْبِقٌ عَلَيْهِ، فَإِذَا أَرَادَ اللهُ أَنْ يَذْكُرُ القَلْبُ سَقَطَ الطَّبَقُ فَذَكَرَ. فَقَالَ الرَّجُلُ: أشْهَدُ أَنْ لا إله إلاّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشْهَدُ أَنَّ محمَّداً عَبْدُهُ وَرَسولُهُ، وَأشْهَدُ أَنَّ أَباكَ أميرَ المُؤمِنينَ وَصيُّ مُحَمَّدٍ حقّاً حقّاً، وَلَمْ أَزَلْ أَقولُهُ، وَأشْهَدُ أَنَّكَ وَصِيُّهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الحسيْنَ وَصِيُّكَ، حَتَّى أتى علَى آخِرِهم. فَقال: قُلْتُ لأبي عبدِ الله: فَمَنْ كانَ الرَّجُلُ؟ قال: الخِضْرُ عليه السلام).
مصادر الحديث:
* المحاسن: ص ٣٣٢ ح ٩٩ - عنه (أحمد بن أبي عبد الله البرقي) عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفري، رفع الحديث، قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: دخل أمير المؤمنين صلوات الله عليه المسجد، ومعه الحسن عليه السلام فدخل رجل فسلّم عليه، فردّ عليه شبيهاً بسلامه، فقال: يا أمير المؤمنين، جئت أسألك، فقال: سل، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تكون روحه؟ وعن المولود الذي يشبه أباه كيف يكون؟ وعن الذكر والنسيان كيف يكونان، قال: فنظر أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن عليه السلام فقال: أجبه، فقال الحسن:
* تفسير القمّي: ج ٢ ص ٤٤ - كما في المحاسن، بتفاوت وتفصيل، عن أبي عبد الله عليه السلام.
* الكافي: ج ١ ص ٥٢٥ ح ١ - عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد البرقي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني، قال: أقبل أمير المؤمنين عليه السلام ومعه الحسن بن علي عليه السلام وهو متّكئ على يد سلمان، فدخل المسجد الحرام فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة واللباس، فسلّم على أمير المؤمنين عليه السلام فردّ عليه السلام، فجلس، ثم قال: يا أمير المؤمنين، أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهنّ علمت أنّ القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم، وأن ليسوا بمأمونين في دنياهم وآخرتهم، وإن تكن الأخرى علمت أنّك وهم شرعٌ سواء، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: سلني عمّا بدا لك، قال: أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه؟ وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين عليه السلام إلى الحسن فقال: يا أبا محمد، أجبه، قال: فأجابه الحسن عليه السلام، فقال الرجل: أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها، وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك، وأشهد أنّك وصيّ رسول الله صلى الله عليه وآله والقائم بحجّته - وأشار إلى أمير المؤمنين - ولم أزل أشهد بها، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجّته - وأشار إلى الحسن عليه السلام - وأشهد أن الحسين بن علي وصيّ أخيه والقائم بحجته بعده، وأشهد على عليّ بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين، وأشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد، وأشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد، وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى، وأشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي، وأشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد، وأشهد على رجل من ولد الحسن لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملاها عدلا كما ملئت جورا، والسلام عليك - يا أمير المؤمنين - ورحمة الله وبركاته. ثمّ قام فمضى، فقال أمير المؤمنين: يا أبا محمد، اتبعه فانظر أين يقصد، فخرج الحسن بن علي عليهما السلام، فقال: ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله، فرجعت إلى أمير المؤمنين عليه السلام فأعلمته، فقال: يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت: الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم، قال: هو الخضر عليه السلام.
* غيبة النعماني: ص ٦٦ - ٦٨ ب ٤ ح ٢ - كما في المحاسن، بتفاوت وزيادة، بسنده إلي البرقي، وفيه: عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام، عن آبائه عليهم السلام، قال:
* إثبات الوصيّة: ص ١٣٦ - ١٣٨ - كما في النعماني، بتفاوت، مرسلاً عن أبي جعفر الثاني، عن آبائه عليهم السلام، قال:
* كمال الدين: ج ١ ص ٣١٣ - ٣١٥ ب ٢٩ ح ١ - كما في غيبة النعماني، بتفاوت، بسنده إلى البرقي.
* علل الشرائع: ص ٩٦ - ٩٨ ب ٨٥ ح ٦ - كما في غيبة النعماني، بتفاوت، بسند كمال الدين، عن أبي جعفر الثاني:
وقال: (عن أحمد بن محمد، عن ابن خالد البرقي). والظاهر أنه تصحيف، والصحيح ما ذكره في كمال الدين، وهو: عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، أي أحمد بن محمد بن خالد.
* عيون أخبار الرضا: ج ١ ص ٦٥ ب ٦ ح ٣٥ - كما في غيبة النعماني، بتفاوت وزيادة، بنفس سند كمال الدين، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر: والظاهر أنه تصحيف، فإنّه الجواد لا الباقر عليهما السلام.
* المفيد: على ما في الاستنصار.
* دلائل الإمامة: ص ٦٨ - ٧٠ - عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني، كما في كمال الدين، بتفاوت.
* غيبة الطوسي: ص ١٥٤ _ ١٥٥ ح١٤٤ - كما في الكافي، بتفاوت يسير، بسنده إلى الكليني، وفيه: (... الحسين بن علي وصيّ أبيه والقائم بحجّته بعدك... على رجل من ولد الحسين و... ملئت ظلماً وجوراً).
* الاستنصار: ص ٣١ - كما في الكافي، بتفاوت يسير، عن المفيد وبسنده إلى الكليني، وفي سنده: (أحمد بن محمد بن عيسى عن البرقي)، وفيه: (... الحسين بن علي وصيّ أبيه والقائم بحجته بعدك... حتى يظهر الله أمره).
* الاحتجاج: ج ١ ص ٢٦٦ - ٢٦٧ - كما في الكافي، بتفاوت وزيادة، مرسلاً، عن أبي هاشم الجعفري، عن الجواد عليه السلام.
* إثبات الهداة: ج ١ ص ٤٥٢ ب ٩ ح ٧٢ - عن الكافي، وأشار إلى مثله في العيون، وكمال الدين، والعلل، وغيبة الطوسي، والاحتجاج، والنعماني، والقمّي.
* حلية الأبرار: ج ٣ ب ٦ ص ٣٣٠ ح١ - كما في كمال الدين، والعيون، عن ابن بابويه.
* البحار: ج ٣٦ ص ٤١٤ ب ٤٨ ح ١ - عن كمال الدين، والعيون، وأشار إلى مثله في الاحتجاج، والمحاسن، والعلل، وغيبة الطوسي، والنعماني، والقمي.
وفي: ج ٦١ ص ٣٩ - ٤٠ ب ٤٢ ح ٩ - عن القمّي، وفيه: وعن أبيه، عن داود بن القاسم الجعفري، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام:
* العوالم: ج ١٥ جزء ٣ ص ٣١٠ ب ١٥ ح ٢ - عن كمال الدين، والعيون، ثم أشار إلى مثله في غيبة الطوسي، وعلل الشرائع، والاحتجاج، والمحاسن، والنعماني، والقمي.
* منتخب الأثر: ص ١٣٨ - ١٣٩ ف ١ ب ٨ ح ٥٠ - عن الكافي.
موسوعة أحاديث أمير المؤمنين عليه السلام: ج١ ص١٠٩ ح٢ - عن المحاسن.
ملاحظة: (رويت عن أئمة أهل البيت عليهم السلام روايات كثيرة في مسائل العلوم الطبيعية وغيرها كما في هذه الرواية. ويرد الإشكال على بعضها بتعارضه مع ما ثبت في العلوم الحديثة، والجواب أنه إذا ثبتت المنافاة بين ما يروى عنهم عليهم السلام وبين الحقائق القطعية في العلوم فلا شك أنّ الخطأ من الراوي الذي لم يستوعب كلامهم فنقله على حسب فهمه، وإلا فإنّ اعتقادنا بعصمتهم عليهم السلام وما ثبت عنهم من حقائق العلوم التي وصل إليها العلم بعد قرون كلاهما يدلان على عدم إمكان التناقض بين علمهم وبين الحقائق المادية والمعنوية).