عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام أنّه قال:
(بأَبي ابْنُ خِيرَةِ الإِماءِ ابْنُ النُّوبيَّةِ الطَّيِّبَةِ الفَمِ، المُنْتََجَبَةِ الرَّحِمِ، وَيْلَهُمْ لَعَنَ الله الأَعَيْبِسَ وَذُرِّيَّتَهُ، صاحِبَ الفِتْنَةِ، ويَقْتُلُهُمْ سِنينَ وشُهوراً وأَيّاماً، يَسومُهُمْ خَسْفاً، ويُسقيهِمْ كأْساً مُصَبَّرةً، وَهُوَ الطَّريدُ الشّريدُ المَوْتورُ بأبيهِ وَجَدِّهِ، صاحِبُ الغَيْبَةِ يُقالُ: ماتَ أَوْ هَلَكَ، أَيَّ وادٍ سَلَكَ؟ (قال الرضا عليه السلام) أَفَيَكونُ هذا يا عَمُّ إلاّ مِنّي؟ فقلت: صَدَقْت، جُعِلْتُ فِداك).
مصادر الحديث:
* الكافي: ج ١ ص ٣٢٢ _ ٣٢٣ ح ١٤ _ علي بن إبراهيم، عن أبيه، وعلى بن محمد القاساني جميعاً، عن زكريا بن يحيى بن النعمان الصيرفي قال: سمعت علي بن جعفر يحدث الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين فقال: والله لقد نصر الله أبا الحسن الرضا عليه السلام، فقال له الحسن: اي والله جعلت فداك لقد بغي عليه أخوته، فقال علي بن جعفر: اي والله ونحن عمومته بغينا عليه، فقال له الحسن: جعلت فداك كيف صنعتم فإني لم أحضركم؟ قال: قال له إخوته ونحن أيضا: ما كان فينا امام قط حائل اللون، فقال لهم الرضا عليه السلام، هو ابنى، قالوا: فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قضى بالقافة، فبيننا وبينك القافة، قال: ابعثوا أنتم إليهم فأما أنا فلا، ولا تعلموهم لما دعوتموهم ولتكونوا في بيوتكم. فلما جاؤوهم اقعدونا في البستان واصطف عمومته واخوته وأخواته، وأخذوا الرضا عليه السلام وألبسوه جبة صوف وقلنسوة منها ووضعوا على عنقه مسحاة وقالوا له: ادخل البستان كأنك تعمل فيه، ثم جاؤوا بأبي جعفر عليه السلام فقالوا: الحقوا هذا الغلام بأبيه، فقالوا: ليس له ههنا أب، ولكن هذا عم أبيه، وهذا عم أبيه، وهذا عمه، وهذه عمته، وإن يكن له ههنا أب فهو صاحب البستان، فإن قدميه وقدميه واحدة، فلما رجع أبو الحسن عليه السلام قالوا: هذا أبوه . قال علي بن جعفر: فقمت فمصصت ريق أبي جعفر عليه السلام ثم قلت له: أشهد أنّك إمامي عند الله، فبكى الرضا عليه السلام، ثم قال: يا عم، ألم تسمع أبي وهو يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وآله:
* الإرشاد: ص ٣١٧ _ كما في الكافي، بتفاوت بسنده إلى الكليني ثم بسنده، وفيه: (... يكون من ولده الطريد الشريد الموتور بأبيه وجده..).
* إعلام الورى: ص ٣٣٠ ف ٢ _ كما في الإرشاد، عن محمد بن يعقوب.
* كشف الغمّة: ج ٣ ص ١٤١ _ كما في الإرشاد، عن المفيد.
* حلية الأبرار: ج ٢ ص ٣٩١ ب ٢ _ كما في الكافي، بتفاوت يسير، عن محمد بن يعقوب. وفيه: (... فمضضت ريق).
* البحار: ج ٥٠ ص ٢١ ب ٣ ح ٧ _ عن إعلام الورى، والإرشاد.
* منتخب الأثر: ص ١٧٢ ف ٢ ب ١ ح ٩٥ _ عن الإرشاد.
ملاحظة:
المقصود بـ " ابن خيرة الإماء النوبية: الإمام محمد الجواد عليه السلام الذي ورد في صفته انه يميل إلى السمرة. والمقصود بالطريد الشريد صاحب الغيبة الذي يكون من ولده، الإمام المهدي عليه السلام، وقد وردت الأحاديث من طرق الفريقين أنه شبيه جده النبي صلى الله عليه وآله وورد من طرقنا أن أمه من الروم أو المغرب).