عن الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام أنّه قال:
«يَا كَامِلُ وَحَسَرَ عَنْ ذِراعَيْهِ فَإِذَا مَسْحٌ أَسْوَدٌ خَشِنٌ، فَقال: هذا للهِ وَهذا لَكُمْ، فَخَجِلْتُ وَجَلَسْتُ إلى بَابِ سَتْرٍ مُرْخَى، فَجَاءَتِ الرِّيحُ فَكُشِفَ طَرَفُهُ فَإِذَا أَنَا بِفَتىً كأَنَّهُ فِلْقَةُ قَمَرٍ مِنْ أَبْناءِ أَرْبَعِ سِنينَ أَوْ مِثْلِها، فَقالَ لي: يَا كَامِلَ بْنَ إِبْراهيمَ فاقْشَعْرَرْتُ مِنْ ذَلِكَ وَأُلْهمْتُ أَنْ قُلْتُ: لَبَّيْكَ يا سيِّدي. فَقال: جِئتَ إلى وَلِيِّ اللهِ وَحُجَّتِهِ تُريدُ أَنْ تَسْأَلَ: لا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إِلاّ مَنْ عَرَفَ مَعْرِفَتَكَ وَقالَ مَقالَتَكَ؟ فَقُلْتُ: إي واللهِ. فَقال: إِذَنْ واللهِ يَقِلُّ داخِلُها، واللهِ إِنَّهُ يَدْخُلُها خَلْقٌ كَثيرٌ، قَوْمٌ يُقالُ لَهُمُ الحَقِّيَّةُ. قُلْتُ: سيِّدي وَمَنْ هُمْ؟ قال: قَومٌ مِنْ حُبِّهِمْ لأميرِ المُؤْمِنينَ يَحْلِفُونَ بِحَقِّهِ وَلا يَدْرونَ مَا فَضْلُهُ، ثُمَّ سَكَتَ عليه السلام سَاعَةً ثُمَّ قال: وَجِئْتَ تَسْأَلُهُ عَنْ مَقالَةِ المُفَوِّضَةِ، كَذَبُوا بَلْ قُلوبُنا أَوْعِيَةٌ لِمَشِيَّةِ اللهِ، فَإِذَا شَاءَ اللهُ، شِئْنا، واللهُ يَقولُ: ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إلاّ أَنْ يَشَاءَ اللهُ﴾ ثُمَّ رَجَعَ السّتْرُ إلى حَالِهِ فَلَمْ أستَطِعْ كَشْفَهُ. فَنَظَرَ إِليَّ أبو مُحمَّدٍ عليه السلام وَتَبَسَّمَ وَقال: يا كَامِلَ ابْنَ إِبْراهيمَ: مَا جُلُوسُكَ وَقَدْ أَنْبَأَكَ المَهْدِيُّ وَالحُجَّةُ مِنْ بَعْدي بِما كانَ في نَفْسِكَ وَجِئْتَني تَسْأَلُني عَنْه، وَقال: فَنَهَضْتُ وَقَدْ أَخَذْتُ الجَوابَ الَّذي أَسْرَرْتُهُ في نَفْسي مِنَ الإمام المَهْديِّ وَلَمْ أَلْقَهُ بَعْدَ ذَلِكَ. قَالَ أَبُو نَعيمٍ: فَلَقيتُ كَامِلاً فَسَأَلْتُهُ عَنْ هذا الحَديثِ فَحَدَّثني بِهِ عَنْ آخِرِهِ بِلا نُقْصانٍ وَلا زِيَادَةٍ».
مصادر الحديث:
* الهداية الكبرى: ص ٨٧ (٣٥٩ ط ج) - وعنه (قدس سره) (حسين بن حمدان الحضيني) عن جعفر بن محمد بن مالك البزاز الكوفي قال: حدّثني محمد بن جعفر بن عبد الله، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري قال: وجّه قوم من المفوّضة والمقصرّة كامل بن إبراهيم المدني المعروف بصناعة، إلى أبى محمد عليه السلام إلى سرّ من رأى يناجيه في أمرهم، قال كامل بن إبراهيم: فقلت في نفسي أسأله ألاّ يدخل الجنة إلاّ من عرف معرفتي وقال مقالتي؟ قال: فلمّا دخلت على سيدي أبي محمد عليه السلام إذ نظرت إليه على ثياب بياض ناعمة فقلت في نفسي: وليُّ الله وحجته يلبس الناعم من الثياب ويأمرنا بمواساة إخواننا، وينهانا عن لبس مثله، فقال:
* إثبات الوصية: ص ٢٢٢ - كما في الهداية بتفاوت، وفيه: «... المدايني... ليناظره... وأنا أعتقد أنه... متبسماً... رفيق على جلده... ستر مسبل... فألهمني الله... وبابه... لعلي صلى الله عليه... بحاجتك».
* دلائل الإمامة: ص ٢٧٣ (٥٠٥ ح٤٩١ ط ج) - كما في الهداية بتفاوت، بسنده عن أبي نعيم.
وفيه: (... المزني مبتسماً... وحجّة زمانه... كذبوا عليهم لعنة الله).
* غيبة الطوسي: ص ٢٤٦ -٢٤٧ ح٢١٦ - كما في إثبات الوصية بتفاوت، بسنده عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري. وفيه: «... عَلَى جِلْدِه... أوْعِيَةٌ لِمَشِيَّةِ اللهِ).
وفي: ص ٢٤٨ -وقال: (وروى هذا الخبر أحمد بن علي الرازي، عن محمد بن علي، عن علي بن عبد الله بن عائذ الرازي، عن الحسن بن وجناء النصيبي (قال) سمعت أبا نعيم محمد بن أحمد الأنصاري، وذكر مثله).
* الخرائج والجرائح: ج١ ص ٤٥٨ ب١٣ ح٤ - بتفاوت، عن أبي نعيم محمد بن أحمد الأنصاري. وفيه: (أيّ قوم يعرفون ما يجب عليهم معرفته مجملاً لا تفصيلاً من معرفة الله ورسوله والأئمة ونحوها).
* كشف الغُمّة: ج٣ ص ٢٨٩ - عن الخرائج.
* منتخب الأنوار المضيئة: ص ١٣٩ ف١٠ - مرسلاً بتفاوت يسير.
* نوادر الأخبار: ص ٢٢١ ح٤ - عن كمال الدين.
* إثبات الهداة: ج٣ ص ٤١٥ ب٣١ ف٢ ح٥٤ - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص ٥٠٨ ب٣٢ ف١٢ ح٣٢٠ - مختصراً عن غيبة الطوسي.
وفي: ص ٦٨٣ ب٣٣ ف٢ ح٩١ - عن غيبة الطوسي.
* تبصرة الولي: ص ٥٩ ح٢٦ - عن غيبة الطوسي.
* البحار: ج٢٥ ص ٣٣٦ ح١٦ - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص ٣٣٧ - مثله عن الغيبة.
وفي: ج٥٠ ص ٢٥٣ ب٣ ح٧ - إلى قوله: (هذا لكم) عن غيبة الطوسي.
وفي: ج٥٢ ص ٥٠ ب١٨ ح٣٥ - عن غيبة الطوسي.
وفي: ص ٥١ ب١٨ - أشار إلى مثله عن دلائل الإمامة.
وفي: ج٧٠ ص ١١٧ ب٥١ ح٥ - أوّله عن غيبة الطوسي.
وفي: ج٧٢ ص ١٦٣ ب١٠٢ ح٢٠ - عن غيبة الطوسي.
* الأنوار البهية: ص ٣٤٨ - عن غيبة النعماني.
* ينابيع المودّة: ج٣ ص ٣٢٤ ب٨٢ ح٨- بعضه، عن كتاب الغيبة.