عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام أنّه قال:
(كُونُوا كَالنَّحلِ فِي الطَّيرِ، لَيْسَ شَيءٌ مِنَ الطَّيْرِ إِلاّ وَهُوَ يَسْتَضْعِفُهَا، وَلَوْ عَلِمَتِ الطَّيرُ مَا في أَجْوَافِهَا مِنَ البَرَكَةِ لَمْ تَفْعَلْ بِهَا ذَلِكَ، خَالِطُوا النَّاسَ بِأَلسِنَتِكُمْ وَأَبْدَانِكُمْ، وَزَايِلُوهُمْ بِقُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ، فَوَ الَّذِي نَفْسي بِيَدِهِ مَا تَرَوْنَ ما تُحِبُّونَ حَتَّى يَتْفِلَ بَعْضُكُمْ فِي وُجُوهِ بَعضٍ، وَحَتَّى يُسَمِّي بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَذَّابِينَ، وَحَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ - أَوْ قَالَ: مِنْ شِيعَتِي - إِلاّ كَالكُحْلِ في العَيْنِ، وَالْمِلْحِ في الطَّعَامِ، وَسَأَضْرِبُ لَكُمْ مَثَلاً وَهُوَ مَثَلُ رَجُلٍ كَانَ لَهُ طَعَامٌ فَنَقَّاهُ وَطَيَّبهُ، ثُمَّ أَدْخَلَهُ بَيْتاً وَتَرَكَهُ فِيهِ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ عَادَ إلَيْهِ فإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَهُ السُّوسُ، فَأَخْرَجَهُ ونَقَّاهُ وَطَيَّبهُ، ثُمَّ أَعَادَهُ إلى البَيْتِ فَتَرَكَهُ مَا شَاءَ اللهُ، ثُمَّ عَادَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ أَصَابَتْهُ طَائِفَةٌ مِنَ السُّوسِ فَأَخْرَجَهُ وَنَقَّاهُ وَطَيَّبَهُ وَأَعَادَهُ، وَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حتّى بَقيَتْ منهُ رِزْمَةٌ كَرِزْمَةِ الأنْدَرِ لا يَضُرُّهُ السّوسُ شيئاً، وَكَذَلِكَ أَنْتُمْ تُمَيَّزُونَ حَتَّى لا يَبْقَى مِنْكُمْ إِلاّ عِصَابَةٌ لا تَضُرُّهَا الفِتْنَةُ شَيئاً).
مفردات الحديث:
زايلوهم: أي انفصلوا عنهم وتميّزوا.
الأندر: بفتح الهمزة وفتح الدال: الكدس أو الكومة من القمح خاصة.
مصادر الحديث:
* غيبة النعماني: ص ٢١٧ ب١٢ ح١٧ - أخبرنا أبو سليمان أحمد بن هوذة بن أبي هراسة الباهلي، قال: حدّثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي، قال: حدّثنا عبد الله بن حمّاد الأنصاري، عن صبّاح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام)، أنَّه قال:
وروى مثله بتفاوت يسير في مقدمة الكتاب ص ٣٢-٣٣ – قال: ما أخبرنا به أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي – وهذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له – قال: حدثنا علي بن الحسن التيملي من تيم الله، قال: حدثني أخواي أحمد ومحمد ابنا الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيهما، عن ثعلبة بن ميمون، عن أبي كهمس، عن عمران بن ميثم، عن مالك بن ضمرة، قال:
وأشار إليه في صفحة ٢١٠ أيضاً.