عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«...فَأَبْشِرُوا ثُمَّ أَبْشِرُوا بِالَّذِي تُرِيدُونَ، أَلَسْتُمْ تَرَوْنَ أَعْدَاءَكُمْ يَقْتَتِلُونَ فِي مَعَاصِي اللهِ، وَيَقْتُلُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً عَلَى الدُّنْيَا دُونَكُم، وَأَنْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ آمِنُونَ فِي عُزْلَةٍ عَنْهُمْ. وَكَفَى بِالسُّفْيَانِيِّ نِقْمَةً لَكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ، وَهُوَ مِنَ العَلامَاتِ لَكُمْ، مَعَ أَنَّ الفَاسِقَ لَوْ قَدْ خَرَجَ لَمَكَثْتُمْ شَهْراً أَوْ شَهْرَيْنِ بَعْدَ خُرُوجِهِ لَمْ يَكُنْ عَلَيْكُمْ بَأْسٌ حَتَّى يَقْتُلَ خَلْقاً كَثِيراً دُونَكُمْ.
فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِالعِيَالِ إِذَا كَانَ ذَلِكَ؟ قال: يَتَغَيَّبُ الرِّجَالُ مِنْكُمْ عَنْهُ، فَإِنَّ حَنَقَهُ وَشَرَهَهُ إِنَّما هِيَ عَلَى شِيعَتِنَا، وَأَمَّا النّسَاءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ بَأْسٌ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى.
قِيلَ: فَإِلى أَيْنَ مَخْرَجُ الرِّجَالِ وَيَهْرَبُونَ مِنْهُ؟ فَقال: مَنْ أَرَادَ مِنْهُمْ أَنْ يَخْرُجَ يَخْرُجْ إِلى المَدِينَةِ أَوْ إِلى مَكَّةَ أَوْ إِلى بَعْضِ البُلْدَانِ. ثُمَّ قَالَ: مَا تَصْنَعُونَ بِالمَدِينَةِ وَإِنَّمَا يَقْصُدُ جَيْشُ الفَاسِقِ إِلَيْهَا، وَلكِنْ عَلَيْكُمْ بِمَكَّةَ، فَإِنَّهَا مَجْمَعُكُمْ، وَإِنَّما فِتْنَتُهُ حَمْلُ امْرَأَةٍ: تِسْعَةُ أَشْهُرٍ، وَلَا يَجُوزُهَا إِنْ شَاءَ اللهُ».
مصادر الحديث:
* غيبة النعماني: ص٣١١ ب١٨ ح٣ - حدّثنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة، قال: حدّثنا علي بن الحسن التيملي في صفر سنة أربع وسبعين ومائتين، قال: حدّثنا الحسن بن محبوب، عن أبي أيوب الخزاز، عن محمد بن مسلم، قال: سمعت أبا جعفر الباقر (عليه السلام) يقول:
* البحار: ج٥٢ ص١٤٠ - ١٤١ ب٢٢ ح٥١ - عن غيبة النعماني.