عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«لا يَخْرُجُ القَائِمُ (عليه السلام) حَتَّى يَكُونَ تَكْمِلَةُ الحَلْقَةِ. قُلْتُ: وَكَمْ تَكْمِلَةُ الحَلْقَةِ؟ قال: عَشَرَةُ آلافٍ، جَبْرَئِيلُ عَنْ يَمِينِه، وَمِيكَائِيلُ عَنْ يَسارِهِ، ثُمَّ يَهُزُّ الرَّايَةَ وَيَسيرُ بِهَا، فَلا يَبْقَى أحَدٌ فِي المَشْرِقِ وَلا فِي المَغْرِبِ إِلّا لَعَنَها، وَهِيَ رَايَةُ رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)، نَزَلَ بِهَا جَبْرَئِيلُ يَوْمَ بَدْرٍ.
ثُمَّ قال: يَا أبَا مُحَمَّدٍ، مَا هِيَ وَاللهِ قُطْنٌ وَلا كَتَّانٌ وَلا قَزٌّ وَلا حَرِيرٌ، قُلْتُ: فَمِنْ أَيِّ شَيْءٍ هِيَ؟ قال: مِنْ وَرَقِ الجَنَّةِ، نَشَرَها رَسُولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) يَوْمَ بَدْرٍ، ثُمَّ لَفَّهَا وَدَفَعها إِلى عَلِيٍّ (عليه السلام)، فَلَمْ تَزَلْ عِنْدَ عَلِيٍّ (عليه السلام) حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ البَصْرَةِ نَشَرَها أَمِيرُ المُؤْمِنينَ (عليه السلام) فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ لَفَّها وَهِيَ عِنْدَنَا هُنَاكَ، لا يَنْشُرُها أَحَدٌ حَتَّى يَقُومَ القَائِمُ، فَإِذَا هُوَ قَامَ نَشَرَها، فَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ فِي المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ إِلّا لَعَنَها، وَيَسِيرُ الرُّعْبُ قُدَّامَها شَهْراً وَوَراءَها شَهْراً وَعَنْ يَمِينِها شَهْراً وَعَنْ يَسَارِها شَهْراً.
ثُمَّ قَالَ:
يَا أبَا مُحَمَّدٍ إِنَّهُ يَخْرُجُ مَوْتُوراً غَضْبَانَ أَسِفاً لِغَضَبِ اللهِ عَلَى هذَا الخَلْقِ، يَكُونُ عَلَيْهِ قَمِيصُ رَسُولِ اللهِ (صَلّى الله عليه وآله وسلّم) الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ يَوْمَ أُحُدٍ، وَعمامَتُهُ السَّحابُ، وَدِرْعُهُ (دِرْعُ رَسُولِ اللهِ (صلّى الله عليه وآله)) السَّابِغَةُ، وَسَيْفُهُ (سَيْفُ رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله)) ذُو الفَقَارِ، يُجَرِّدُ السَّيْفَ عَلَى عَاتِقِهِ ثَمانِيَةَ أشْهُرٍ يَقْتُلُ هَرْجاً، فَأَوَّلُ مَا يَبْدَأُ بِبَنِي شَيْبَةَ فَيَقْطَعُ أيْدِيَهُمْ وَيُعَلِّقُها فِي الكَعْبَةِ، وَيُنَادِي مُنَادِيهِ: هَؤُلاءِ سُرَّاقُ اللهِ، ثُمَّ يَتَناوَلُ قُرَيْشاً، فَلا يَأخُذُ مِنْها إِلّا السَّيْفَ، وَلا يُعْطِيها إلّا السَّيْفَ، وَلا يَخْرُجُ القَائِمُ (عليه السلام) حَتَّى يُقْرَأُ كِتابانِ: كِتابٌ بِالبَصْرَةِ، وَكِتابٌ بِالكُوفَةِ بِالبَرَائَةِ مِنْ عَلِيٍّ (عليه السلام)».
مصادر الحديث:
* غيبة النعماني: ص٣١٩-٣٢١ ب١٩ ح٢ - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنا أبو عبد الله يحيى بن زكريا بن شيبان، عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام):
* إثبات الهداة: ج٣ ص٥٤٥ ب٣٢ ف٢٧ ح٥٣٣ - عن غيبة النعماني.
* حلية الأبرار: ج٥ ص٣٣١-٣٣٣ ب٣٨ ح٢ - عن غيبة النعماني بتفاوت. وفيه: (هؤلاء سراق الله، ثم يتناول المفقودون من فرشهم وهو قول الله (عزَّ وجلَّ) ﴿فاستبقوا الخيرات، أينما تكونوا يأت بكم الله جميعاً﴾. قال: الخيرات الولاية).
* البحار: ج٥٢ ص٣٦٧ - ٣٦٨ ب٢٧ ح١٥٢ - عن غيبة النعماني إلى قوله: (إلا لَعنها) وفيه: (لا يخرج القائم من مكة... ثم يهز الراية المغلبة) وزاد فيه: (ثم يجتمعون قزعا كقزع الخريف من القبائل ما بين الواحد والاثنين والثلاثة والاربعة والخمسة والستة والسبعة والثمانية والتسعة والعشرة).
* بشارة الإسلام: ص١٩٠ - ١٩١ ب١ - عن غيبة النعماني.