عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«عِلْمُنَا غَابِرٌ وَمَزْبُورٌ، وَنَكْتٌ فِي القُلُوبِ، وَنَقْرٌ فِي الأَسْمَاعِ. وَإِنَّ عِنْدَنا الجَفْرَ الأَحْمَرَ وَالجَفْرَ الأَبْيَضَ وَمِصْحَفَ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، وَإِنَّ عِنْدَنا الجَامِعَةَ فِيهَا جَميعُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ. فَسُئِلَ عَنْ تَفْسِيرِ هَذَا الكَلامِ، فَقال: أَمَّا الغَابِرُ فَالعِلْمُ بِمَا يَكُونُ، وَأَمَّا المَزْبُورُ فَالعِلْمُ بِمَا كَانَ، وَأَمَّا النَّكْتُ فِي القُلُوبِ فَهُوَ الإلْهام، وَالنَّقْرُ في الأَسْمَاعِ حَدِيثُ المَلائِكَةِ، نَسْمَعُ كَلامَهُمْ وَلا نَرَى أَشْخَاصَهُمْ، وَأَمَّا الجَفْرُ الأحْمَرُ فَوِعاءٌ فِيهِ سِلاحُ رَسُولِ الله (صلّى الله عليه وآله)، وَلَنْ يَخْرُجَ حَتَّى يَقُومَ قَائِمُنَا أَهْلَ البَيْتِ، وَأَمَّا الجَفْرُ الأَبْيَضُ فَوِعاءٌ فِيهِ تَوْرَاةُ مُوسَى وَإِنْجِيلُ عِيسَى وَزَبُورُ داوُدَ، وَكُتُبُ اللهِ الأولى، وَأَمَّا مِصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام) فَفِيهِ مَا يَكُونُ مِن حَادِثٍ، وَأسْمَاءُ كُلِّ مَنْ يَمْلِكُ إِلى أنْ تَقُومَ السَّاعَةُ. وَأَمَّا الجَامِعَةُ فَهِيَ كِتَابٌ طُولُهُ سَبْعُونَ ذِراعاً، إمْلاءُ رَسولُ اللهِ (صلّى الله عليه وآله) مِنْ فَلْقِ فِيهِ وَخَطّ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) بِيَدِهِ، فِيهِ وَاللهِ جَمِيعُ مَا يَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَيْهِ إِلى يَوْمِ القِيَامَةِ، حَتَّى أنّ فِيهِ أرْشَ الخَدْشِ وَالجَلْدَةِ وَنِصْفِ الجَلْدَةِ».
مصادر الحديث:
* الإرشاد: ص٢٧٤ - مرسلاً، عن الصادق (عليه السلام):
* الاحتجاج: ج٢ ص٣٧٢ - كما في الإرشاد مرسلاً.
* التفهيم - لأبي محمد الحسن بن حمزة الحسيني: على ما في إعلام الورى.
* إعلام الورى: ص٢٧٧ ب٥ ف٤ - كما في الإرشاد بتفاوت يسير، مرسلاً عن جميل، عن كتاب التفهيم، لابي محمد الحسن بن حمزة الحسيني، بإسناده عن سدير الصيرفي، عن الصادق (عليه السلام)، وفيه: (... وكُتُبُ اللهِ المُنَزَّلة).