عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«خُذْهَا أَنْتَ فَضَعْهَا فِي جِيرَانِكَ مِنْ أَهْلِ الإسلام وَالمَسَاكِينِ مِنْ إِخْوَانِكَ المُؤْمِنِينَ، ثُمَّ قَالَ: إِذَا قَامَ قَائِمُ أَهْلِ البَيْتِ قَسَّمَ بِالسَّوِيَّةِ، وَعَدَلَ فِي الرَّعِيَّةِ، فَمَنْ أَطَاعَهُ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ، وَمَنْ عَصَاهُ فَقَدْ عَصَى اللهَ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ المَهْدِيُّ مَهْدِيّاً لأَنَّهُ يَهْدِي إِلَى أَمْرٍ خَفِيٍّ، وَيَسْتَخْرِجُ التَّوْرَاةَ وَسَائِرَ كُتُبِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) مِنْ غَارٍ بِأَنْطَاكِيَةَ، وَيَحْكُمُ بَيْنَ أَهْلِ التَّوْرَاةِ بِالتَّوْرَاةِ، وَبَيْنَ أَهْلِ الإِنْجِيلِ بِالإِنْجِيلِ، وَبَيْنَ أَهْلِ الزَّبُورِ بِالزَّبُورِ، وَبَيْنَ أَهْلِ القُرْآنِ بِالقُرْآنِ. وَتُجْمَعُ إِلَيْهِ أَمْوَال الدُّنْيَا مِنْ بَطْنِ الأَرْضِ وَظَهْرِهَا، فَيَقُولُ لِلنَّاسِ: تَعالَوْا إِلى مَا قَطَعْتُمْ فِيهِ الأَرْحَامَ، وَسَفَكْتُمْ فِيهِ الدِّمَاءَ الحَرَامَ، وَرَكَبْتُمْ فِيهِ مَا حَرَّمَ اللهُ (عزَّ وجلَّ)، فَيُعطِي شَيْئاً لَمْ يُعْطِهِ أَحَدٌ كَانَ قَبْلَهُ، وَيَمْلَؤُ الأرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً وَنُوراً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً وَشَرّاً».
مصادر الحديث:
* غيبة النعماني: ص٢٤٢-٢٤٣، ب١٣، ح٢٦ - أخبرنا علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن يحيى قال: حدثنا محمد بن حسان الرازي قال: حدثنا محمد بن علي الصيرفي، عن الحسن بن محبوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: دخل رجل على أبي جعفر الباقر (عليه السلام) فقال له: عافاك الله اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر (عليه السلام):
* علل الشرائع: ص١٦١، ب١٢٩، ح٣ - حدثنا أبي (رحمه الله)، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبد الله بن المغيرة، عن سفيان بن عبد المؤمن الأنصاري، عن عمرو بن شمر، عن جابر قال: أقبل رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) وأنا حاضر فقال: رحمك الله اقبض هذه الخمسمائة درهم فضعها في موضعها فإنها زكاة مالي، فقال له أبو جعفر (عليه السلام): «بل خذها أنت فضعها في جيرانك والأيتام والمساكين وفي إخوانك من المسلمين، إنما يكون هذا إذا قام قائمنا فإنه يقسم بالسوية، ويعدل في خلق الرحمان البر منهم والفاجر، فمن أطاعه فقد أطاع الله ومن عصاه فقد عصى الله، فإنما سمي المهدي لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الانجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان. وتجمع إليه أموال الدنيا كلها ما في بطن الأرض وظهرها، فيقول للناس: تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام، وسفكتم فيه الدماء، وركبتم فيه محارم الله، فيعطى شيئاً لم يعط أحدا كان قبله».
* عقد الدرر: ص٦٧، ب٣ - كما في غيبة النعماني، إلى قوله: «لأنه يهدي إلى أمر خفي» مرسلاً، عن جابر بن عبد الله (رضي الله عنه) قال: دخل رجل على أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) فقال له: اقبض مني هذه الخمسمائة درهم فإنها زكاة مالي فقال له أبو جعفر (عليه السلام):
* إثبات الهداة: ج٣، ص٤٩٧، ب٣٢ ف١٠ ح٢٦٨ - عن علل الشرائع.
وفي: ص٥٤٠ ب٣٢ ف٢٧ ح٥٠٧ - بعضه، عن غيبة النعماني.
* حلية الأبرار: ج٢ ص٥٥٦ ب١٤ - كما في علل الشرائع، عن ابن بابويه.
* البحار: ج٥١ ص٢٩ ب٢ ح٢ - عن علل الشرائع.
وفي: ج٥٢ ص٣٥٠ - ٣٥١ ب٢٧ ح١٠٣ - عن غيبة النعماني.
* منتخب الأثر: ص٣١٠، ف٢، ب٤٥، ح١ - عن البحار.