عن الإمام أبي جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) أنّه قال:
«إِنَّ ذَا القَرْنَيْنِ كَانَ عَبْداً صَالِحاً نَاصَحَ اللهَ سُبْحَانَهُ فَنَاصَحَهُ، وَسَخَّرَ لَهُ السَّحَابَ، وَطُوِيَتْ لَهُ الأَرْضُ، وَبُسِطَ لَهُ فِي النُّورِ، فَكَانَ يُبْصِرُ بِاللَّيْلِ كَمَا يُبْصِرُ بِالنَّهَارِ، وَإِنَّ أَئِمَّةَ الحَقِّ كُلَّهُمْ قَدْ سَخَّرَ اللهُ تَعَالَى لَهُمُ السَّحَابَ، وَكَانَ يَحْمِلُهُمْ إِلَى المَشْرِقِ وَالمَغْرِبِ لِمَصَالِحِ المُسْلِمِينَ، وَلإِصْلاحِ ذَاتِ البَيْنِ، وَعَلى هَذَا حَالُ المَهْدِيِّ (عليه السلام)، وَلِذَلِكَ يُسَمَّى (صَاحِبُ المَرْأَى وَالمَسْمَعِ) فَلَهُ نُورٌ يَرَى بِهِ الأشْيَاءَ مِنْ بَعِيدٍ كَمَا يَرَى مِنْ قَرِيبٍ، وَيَسْمَعُ مِنْ بَعِيدٍ كَمَا يَسْمَعُ مِنْ قَرِيبٍ، وَإِنَّهُ يَسِيحُ فِي الدُّنْيَا كُلِّهَا عَلَى السَّحابِ مَرَّةً وَعَلَى الرِّيحِ أُخْرَى، وَتُطوَى لَهُ الأرْضُ مَرَّةً، فَيَدْفَعُ البَلايَا عَنِ العِبَادِ وَالبِلادِ شَرْقاً وَغَرْباً».
مصادر الحديث:
* تفسير العياشي: ج٢، ص٣٢٩-٣٣٠، ح٧٢ - عن أبي بصير، عن أبي عن أبي جعفر (عليه السلام)، قال: «إن ذا القرنين لم يكن نبياً ولكنه كان عبداً صالحاً، أحبّ الله فأحبه الله، وناصح الله فناصحه الله، أمر قومه بتقوى الله فضربوه على قرنه، فغاب عنهم زماناً ثمّ رجع إليهم فضربوه على قرنه الآخر، وفيكم من هو على سنّته وأنه خُيّر السحاب الصعب والسحاب الذلول، فاختار الذلول، فركب الذلول، وكان إذا انتهى إلى قوم كان رسول نفسه إليهم لكيلا يكذّب الرسل».
* الخرائج والجرائح: ج٢، ص٩٣٠ - ٩٣١، ب١٧ - (مرسلاً) عن الباقر (عليه السلام):
* قصص الأنبياء للراوندي: ص١٢٠-١٢١، ح١٢١ - بسند آخر، عن أبي جعفر (عليه السلام) كما في رواية العياشي.