عن الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«هَذَا مَوْضِعُ مِنْبَرِ القَائِمِ أَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُر اللهَ فِي هَذَا المَوْضِعِ»،
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْتُ مَعَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى القَائِمِ الَّذِي عَلَى الطَّرِيقِ فَنَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ الصَّلاةُ؟ قَالَ:
«هَاهُنَا نَزَلَ القَوْمُ الذِينَ كَانَ مَعَهُمْ رَأْسُ الحُسَيْنِ فِي صُنْدُوقٍ، فَبَعَثَ اللهُ (عزَّ وجلَّ) طَيْراً فَاحْتَمَلَ الصُّنْدُوقَ بِمَا فِيهِ فَمَرَّ بِهِمْ جَمَّالٌ فَأَخَذُوا رَأْسَهُ فَجَعَلُوهُ فِي الصُّنْدُوقِ وَحَمَلُوهُ، فَنَزَلْتُ وَصَلَّيْتُ هاهُنَا».
ثُمَّ مَضَى وَمَضَيْتُ مَعَه حَتَّى انْتَهى إِلى مَوْضِعٍ فَنَزَلَ وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَقال:
«هاهُنَا قَبْرُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، أَمَا إِنَّهُ لا تَذْهَبُ الأَيَّامُ حَتَّى يَبْعَثَ اللهُ رَجُلاً مُمْتَحَناً فِي نَفْسِهِ بِالقَتْلِ يَبْنِي عَلَيْهِ حِصْناً فِيهِ سَبْعُونَ طَاقاً».
قال حبيب بن الحسين: سمعت هذا الحديث قبل أن يبنى على الموضع شيء، ثم إن محمد بن زيد وجه فبنى على، فلم تمض الأيام حتّى امتحن محمد في نفسه بالقتل.
مصادر الحديث:
* دلائل الإمامة: ص٢٤٤ (٤٥٩ ح٤٣٩ ط ج) - وحدثني أبو عبد الله الحسين بن عبد الله الخرقي قال: حدثنا أبو محمد هارون بن موسى التلعكبري قال: حدثنا أبو علي محمد بن همام قال: حدثنا حبيب بن الحسين قال: حدثنا أبو هاشم عبيد بن خارجة، عن علي بن عثمان، عن فرات بن الأحنف قال: كنت مع أبي عبد الله (عليه السلام) ونحن نريد زيارة قبر أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلما صرنا إلى الثوية نزل فصلى ركعتين، فقلت: يا سيدي ما هذه الصلاة؟ فقال:
* حلية الأبرار: ج٥ ص٣٤٢ ح٧ ب٤٠ - كما في دلائل الإمامة بتفاوت يسير، عن مسند فاطمة (عليها السلام).