(٦٢)
﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ...﴾ إلى قوله: ﴿فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾ (النحل: ٤٥ - ٤٦)
* تفسير العيَّاشي: عَنْ جَابِرٍ اَلجُعْفِيِّ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام) يَقُولُ: «... فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَهِيَ اَلقَرْيَةُ اَلظَّالِمَةُ أَهْلُهَا، ثُمَّ يَخْرُجُ مِنْ مَكَّةَ هُوَ وَمَنْ مَعَهُ اَلثَّلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ يُبَايِعُونَهُ بَيْنَ اَلرُّكْنِ وَاَلمَقَامِ، وَمَعَهُ عَهْدُ نَبِيِّ اَللهِ وَرَايَتُهُ وَسِلَاحُهُ وَوَزِيرُهُ مَعَهُ، فَيُنَادِي اَلمُنَادِي بِمَكَّةَ بِاسْمِهِ وَأَمْرِهِ مِنَ اَلسَّمَاءِ حَتَّى يُسْمِعَهُ أَهْلَ اَلأَرْضِ كُلَّهُمْ اِسْمُهُ اِسْمُ نَبِيٍّ، مَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ فَلَمْ يُشْكِلْ عَلَيْكُمْ عَهْدُ نَبِيِّ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) وَرَايَتُهُ وَسِلَاحُهُ وَاَلنَّفْسُ اَلزَّكِيَّةُ مِنْ وُلْدِ اَلحُسَيْنِ، فَإِنْ أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ هَذَا فَلَا يُشْكِلُ عَلَيْكُمْ اَلصَّوْتُ مِنَ اَلسَّمَاءِ بِاسْمِهِ وَأَمْرِهِ، وَإِيَّاكَ وَشُذَّاذاً مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّ لِآلِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ رَايَةً وَلِغَيْرِهِمْ رَايَاتٌ، فَالزَمِ اَلأَرْضَ وَلَا تَتْبَعْ مِنْهُمْ رَجُلاً أَبَداً حَتَّى تَرَى رَجُلاً مِنْ وُلْدِ اَلحُسَيْنِ، مَعَهُ عَهْدُ نَبِيِّ اَللهِ وَرَايَتُهُ وَسِلَاحُهُ، فَإِنَّ عَهْدَ نَبِيِّ اَللهِ صَارَ عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ اَلحُسَيْنِ، ثُمَّ صَارَ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَيَفْعَلُ اَللهُ مَا يَشَاءُ، فَالزَمْ هَؤُلَاءِ أَبَداً وَإِيَّاكَ وَمَنْ ذَكَرْتُ لَكَ، فَإِذَا خَرَجَ رَجُلٌ مِنْهُمْ مَعَهُ ثَلَاثُمِائَةٍ وَبِضْعَةَ عَشَرَ رَجُلاً وَمَعَهُ رَايَةُ رَسُولِ اَللهِ (صلّى الله عليه وآله وسلَّم) عَامِداً إِلَى اَلمَدِينَةِ حَتَّى يَمُرَّ بِالبَيْدَاءِ، حَتَّى يَقُولَ: هَذَا مَكَانَ اَلقَوْمِ اَلَّذِينَ يُخْسَفُ بِهِمْ، وَهِيَ اَلآيَةُ اَلَّتِي قَالَ اَللهُ: ﴿أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللهُ بِهِمُ الأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ العَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ * أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ﴾...»(١).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير العيَّاشي: ج١، ص٦٥ - ٦٦.