(٦٣)
﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ...﴾ إلى قوله: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾ (الإسراء:٤ - ٦)
١ - تفسير العيَّاشي: عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عليه السلام)، قَالَ: كَانَ يَقْرَأُ: «﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ﴾»، ثُمَّ قَالَ: «وَهُوَ اَلقَائِمُ وَأَصْحَابُهُ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ»(١).
٢ - الكافي: عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ اَلحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ، عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ عَبْدِ اَلرَّحْمَنِ اَلأَصَمِّ، عَنْ عَبْدِ اَللهِ بْنِ اَلقَاسِمِ اَلبَطَلِ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اَللهِ (عليه السلام) فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرضِ مَرَّتَيْنِ﴾، قَالَ: «قَتْلُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عليه السلام) وَطَعْنُ اَلحَسَنِ (عليه السلام)، ﴿وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيراً﴾»، قَالَ: «قَتْلُ اَلحُسَيْنِ (عليه السلام)، ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا﴾ فَإِذَا جَاءَ نَصْرُ دَمِ اَلحُسَيْنِ (عليه السلام)، ﴿بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ﴾ قَوْمٌ يَبْعَثُهُمُ اَللهُ قَبْلَ خُرُوجِ اَلقَائِمِ (عليه السلام) فَلَا يَدَعُونَ وتْراً لِآلِ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَتَلُوهُ، ﴿وَكَانَ وَعْداً مَفْعُولاً﴾ خُرُوجُ اَلقَائِمِ (عليه السلام)، ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ﴾ خُرُوجُ اَلحُسَيْنِ (عليه السلام) فِي سَبْعِينَ مِنْ أَصْحَابِهِ عَلَيْهِمُ اَلبَيْضُ اَلمُذَهَّبُ لِكُلِّ بَيْضَةٍ وَجْهَانِ اَلمُؤَدُّونَ إِلَى اَلنَّاسِ أَنَّ هَذَا اَلحُسَيْنَ قَدْ خَرَجَ حَتَّى لَا يَشُكَّ اَلمُؤْمِنُونَ فِيهِ وَأَنَّهُ لَيْسَ بِدَجَّالٍ وَلَا شَيْطَانٍ، وَاَلحُجَّةُ اَلقَائِمُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ، فَإِذَا اِسْتَقَرَّتِ اَلمَعْرِفَةُ فِي قُلُوبِ اَلمُؤْمِنِينَ أَنَّهُ اَلحُسَيْنُ (عليه السلام) جَاءَ اَلحُجَّةَ اَلمَوْتُ، فَيَكُونُ اَلَّذِي يُغَسِّلُهُ وَيُكَفِّنُهُ وَيُحَنِّطُهُ وَيَلْحَدُهُ فِي حُفْرَتِهِ اَلحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ (عليه السلام)، وَلَا يَلِي اَلوَصِيَّ إِلَّا اَلوَصِيُّ»(٢).
٣ - تأويل الآيات: قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ اَلعَبَّاسِ (رحمه الله): حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اَللهِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدٍ اَلثَّقَفِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ صَالِحِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو اَلجَارُودِ زِيَادُ بْنُ اَلمُنْذِرِ، عَمَّنْ سَمِعَ عَلِيًّا (عليه السلام) يَقُولُ: «اَلعَجَبُ كُلُّ اَلعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى وَرَجَبٍ»، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ، مَا هَذَا اَلعَجَبُ اَلَّذِي لَا تَزَالُ تَتَعَجَّبُ مِنْهُ؟ فَقَالَ: «ثَكلَتْكَ أُمُّكَ، وَأَيُّ عَجَبٍ أَعْجَبُ مِنْ أَمْوَاتٍ يَضْرِبُونَ كُلَّ عَدُوٍّ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَهْلِ بَيْتِهِ؟ وَذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ القُبُورِ﴾ [الممتحنة: ١٣]، فَإِذَا اِشْتَدَّ اَلقَتْلُ قُلْتُمْ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ أَوْ أَيَّ وَادٍ سَلَكَ؟ وَذَلِكَ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾»(٣).
٤ - سرور أهل الإيمان: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ يَرْفَعُهُ إِلَى اَلأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلمُؤْمِنِينَ (عليه السلام) يَقُولُ لِلنَّاسِ: «سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، لأَنِّي بِطُرُقِ اَلسَّمَاءِ أَعْلَمُ مِنَ اَلعُلَمَاءِ، وَلأَنِّي بِطُرُقِ اَلأَرْضِ أَعْلَمُ مِنَ اَلعُلَمَاءِ، أَنَا يَعْسُوبُ [اَلدِّينِ، أَنَا يَعْسُوبُ] اَلمُؤْمِنِينَ، وَاَلمَالُ يَعْسُوبُ اَلظَّلَمَةِ، أَنَا غَايَةُ اَلسَّابِقِينَ، وَإِمَامُ اَلمُتَّقِينَ، وَدَيَّانُ اَلنَّاسِ يَوْمَ اَلدِّينِ، أَنَا قَسِيمُ اَلنَّارِ، وَخَازِنُ اَلجِنَانِ، وَصَاحِبُ اَلحَوْضِ [وَاَلمِيزَانِ]، وَصَاحِبُ اَلأَعْرَافِ، فَلَيْسَ مِنَّا إِمَامٌ إِلَّا وَهُوَ عَارِفٌ بِجَمِيعِ أَهْلِ وَلَايَتِهِ، فَذَلِكَ قَوْلُ اَللهِ (عزَّ وجلَّ): ﴿إِنّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: ٧]. أَلَا أَيُّهَا اَلنَّاسُ سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، [فَإِنَّ بَيْنَ جَوَانِحِي عِلْماً جَمًّا، فَسَلُونِي قَبْلَ أَنْ] تَشْغَرَ بِرِجْلِهَا فِتْنَةٌ شَرْقِيَّةٌ، وَتَطَأَ فِي خِطَامِهَا بَعْدَ مَوْتٍ وَحَيَاةٍ، وَتُشَبَّ نَارٌ بِالحَطَبِ اَلجَزْلِ مِنْ غَرْبِيِّ اَلأَرْضِ، رَافِعَةً ذَيْلَهَا تَدْعُو يَا وَيْلَهَا لِرَجْلِهِ وَمِثْلِهَا، فَإِذَا اِسْتَدَارَ اَلفَلَكُ قُلْتُمْ: مَاتَ أَوْ هَلَكَ، بِأَيِّ وَادٍ سَلَكَ؟ فَيَوْمَئِذٍ تَأْوِيلُ هَذِهِ اَلآيَةِ: ﴿ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً﴾...»(٤).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(١) تفسير العيَّاشي: ج٢، ص٢٨١، ح٢١.
(٢) الكافي: ج٨، ص٢٠٦، ح٢٥٠.
(٣) تأويل الآيات الظاهرة: ج٢، ص٦٨٤، ح٢.
(٤) سرور أهل الإيمان: ص٥٠ - ٥١.