الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: أمّا الفتن فهي كثيرة، ويمكن أن يجمعها نقص الأموال والأنفس والثمرات، وشيوع الشبهات، ودعوات الضلالة، والفساد الأخلاقي والاجتماعي.
وقد روي عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليهما السلام) أنه قال: إن قُدّام قيام القائم علامات بلوى من الله تعالى لعباده المؤمنين. قلت: وما هي؟
قال: ذلك قول الله (عزَّ وجلَّ): ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَـيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّـرِ الصَّابِرِينَ﴾ [البقرة: ١٥٥] قال: لنبلونكم يعني المؤمنين بشيء من الخوف ملك بني فلان في آخر سلطانهم، والجوع بغلاء أسعارهم، ونقص من الأموال فساد التجارات وقلة الفضل فيها، والأنفس قال: موت ذريع، والثمرات قلة ريع ما يزرع وقلة بركة الثمار، وبشر الصابرين عند ذلك بخروج القائم. ثم قال (عليه السلام) لي: يا محمد، هذا تأويله، إن الله (عزَّ وجلَّ) يقول: ﴿وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ﴾ [آل عمران: ٧] [الغيبة للنعماني: ص٢٥٨ – ٢٥٩، ب١٤، ح٥]
وعن جابر الجعفي، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي (عليهما السلام) عن قول الله تعالى: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَـيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ﴾ [البقرة: ١٥٥]، فقال: يا جابر، ذلك خاص وعام، فأمّا الخاص من الجوع فبالكوفة، ويخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم، وأمّا العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم مثله قط. أمّا الجوع فقبل قيام القائم (عليه السلام). وأمّا الخوف فبعد قيام القائم (عليه السلام). [الغيبة للنعماني: ص٢٥٩ – ٢٦٠، ب١٤، ح٧]
ثانياً: إن الوقاية من الفتن تكون باتّباع الفقهاء العدول الذين أُمِرْنا بالرجوع إليهم حيث ورد عن الإمام العسكري (عليه السلام): فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه مخالفاً لهواه مطيعاً لأمر مولاه فللعوام أن يقلّدوه.
وورد عن الإمام الحجة (عجّل الله فرجه): وأمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنّهم حجّتي عليكم وأنا حجّة الله عليهم. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ج٢، ص٤٤٠، ب٤٥، ح٤]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)