الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر ما حكاه الإمام الهادي (عليه السلام) لبشر بن سليمان النخاس حين أرسله لشرائها وأخبره بصفتها وكيف يتعرَّف عليها، ومما جاء في الرواية أن الإمام الهادي (عليه السلام) أخبره أن السيدة نرجس (عليها السلام): لابسة حريرتين صفيقتين، تمتنع من السفور ولمس المعترض والانقياد لمن يحاول لمسها، ويشغل نظره بتأمل مكاشفها من وراء الستر الرقيق، فيضربها النخاس فتصرخ صرخة رومية، فأعلم أنها تقول: وا هتك ستراه. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤١٩]
أي أن السبب في ضربها لأنها كانت تمنع كل شخص بالتقرّب منها أو لمسها أو كشف قناعها وعدم الانقياد لمن يحاول لمسها كما يُفعل بالجواري والإماء الأُخريات، وكانت تدفع بعنف كلّ يد تحاول كشف سترها، ممَّا أغضب النخّاس فقام وضربها بالسوط فعلى صوتها بالبكاء وهي تقول بلغتها الرومية: وا هتك ستراه.
والذي يظهر من الروايات المنقولة أن أُمهات الأئمة (عليهم السلام) محفوظات بعين الله تعالى وحراسته من كل ما لا يليق بشأنهن أو عفتهن، فهذه السيدة حميدة زوجة الإمام الصادق (عليه السلام) والتي يقول عنها: حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتى أديت إليَّ، كرامة من الله لي والحجة من بعدي. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٤٧٧]
بل ورد في الرواية عنها أن هناك مَلَكاً كان يحرسها من يد كل عابث يحاول المساس بها أو التعدي عليها. [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٤٧٧]
وحتما أن السيدة نرجس (عليها السلام) ليست أقل شأناً منها، بل ورد في الأخبار ما يشير إلى علو مقامها وفضيلتها العالية، فقد ورد في حقها عن أربعة من المعصومين (عليهم السلام) توصيفها بـ(سيدة الإماء). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣١٦ و٣٤٥ و٣٦٩ و٣٧٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)