الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
لا نستبعد أن يُكشف الحجاب بين الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وبعض أرواح المؤمنين فيما لو أذن الله تعالى لهم بذلك وأكرمهم برؤيته (عجّل الله فرجه)، وقد يتأيد هذا المعنى من الكشف بما رواه الكليني في الكافي عن حبة العرني، قال: خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتى أعييت، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولاً، ثم جلست حتى مللت، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت: يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام، فراحة ساعة؟ ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال: يا حبة إن هو إلّا محادثة مؤمن أو مؤانسته، قال: قلت: يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك؟ قال: نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقاً حلقاً محتبين [أي يلبسون ثياباً جميلة ويعتمرون العمائم على رؤوسهم] يتحادثون. فقلت: أجسام أم أرواح؟ فقال: أرواح، وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض إلّا قيل لروحه: إلحقي بوادي السلام، وإنها لبقعة من جنة عدن. [الكافي للشيخ الكليني: ج٣، ص٢٤٣]
والرواية واضحة في دلالتها على أن أمير المؤمنين (عليه السلام) يرى أرواح المؤمنين ويحادثهم ويؤنسهم وإذا ثبت هذا المعنى لأمير المؤمنين (عليه السلام) فلا استحالة في ثبوته للإمام المهدي (عجّل الله فرجه) أيضاً، بل أن بعض الروايات لا تخلو من إشارة لذلك كما في رواية زيد الشحام عن الإمام الصادق (عليه السلام) قال: إنّ أرواح المؤمنين ترى آل محمّد (عليهم السلام) في جبال رضوى، فتأكل من طعامهم وتشرب من شرابهم، وتتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله - تعالى - وأقبلوا معه يلبّون زمراً زمراً، فعند ذلك يرتاب المبطلون، ويضمحلّ المنتحلون، وينجو المقرّبون. [المحتضر لحسن بن سليمان الحلي، ص٢٠]
وقد ورد أن جبل رضوى من الأماكن التي يحضرها الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) ويكون فيها، فقد جاء في غيبة الشيخ الطوسي: عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام) فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها، فقال لي: ترى هذا الجبل؟ هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس أحبنا فنقله الله إلينا، أما إن فيه كل شجرة مطعم، ونِعْمَ أمانٌ للخائف مرتين، أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين واحدة قصيرة والأخرى طويلة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٦٣]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)