الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
الرواية نقلها الكليني في روضة الكافي عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إذا تمنى أحدكم القائم فليتمنه في عافية، فإن الله بعث محمداً (صلى الله عليه وآله) رحمة ويبعث القائم نقمة. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٣٣]
ومعنى الحديث أن الإنسان إذا تمنى ظهور الإمام (عجّل الله فرجه) وقيام دولته فليتمن أن يكون معافى عن الانحراف والفساد، لأن الإمام (عجّل الله فرجه) سيكون مظهراً للنقمة الإلهية على الظالمين والفاسدين، فقد جاء في الحديث القدسي المروي عن النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) في المعراج: (وهذا القائم الذي يحل حلالي ويحرم حرامي، وبه أنتقم من أعدائي، وهو راحة لأوليائي، وهو الذي يشفي قلوب شيعتك من الظالمين والجاحدين والكافرين). [عيون أخبار الرضا (عليه السلام) للشيخ الصدوق: ج١، ص٦١]
وبطبيعة الحال كون الإمام (عجّل الله فرجه) نقمة لا يعني أن يقتل من لا يستحق القتل أو يكون نقمة على الناس جميعاً كما قد يتوهم البعض، بل أن وظيفته (عجّل الله فرجه) في الدولة المهدوية وفي تعامله مع الظالمين والطغاة والذين لهم السهم الأكبر فيما عانت منه البشرية على الدوام، فإن مواقفه (عجّل الله فرجه) معهم لن تقبل الحلول الوسطية، بل لابد من القضاء عليهم وإزالتهم تماماً كما يزيل الطبيب الجراح الغدد السرطانية التي تفتك بجسم الإنسان المريض، فلا سبيل لإقامة العدل وتحكيم معاني الحق إلّا بالقضاء على كل مصادر الفساد والظلم، والتاريخ خير شاهد على ذلك مع أن حدّية هذا الموقف المهدوي وصلابته لن يكون هو ذات الموقف مع المستضعفين والمغرر بهم من الناس أو الضالين عن طريق الحق وهم أكثرية الناس بطبيعة الحال، فلهم شأن آخر يراعي فيه طبيعة استعداداتهم وقابلياتهم، ولن يكون منهجه في التعامل معهم على نحو الصدمة، بل يقوم المنهج المهدوي على المعالجة التدريجية والمرحلية.
فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): إنما سمي المهدى لأنه يهدي لأمر خفي، يستخرج التوراة وسائر كتب الله من غار بأنطاكية فيحكم بين أهل التوراة بالتوراة، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل، وبين أهل الزبور بالزبور، وبين أهل الفرقان بالفرقان. [الإرشاد للشيخ المفيد: ج٢، ص٣٨٦]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)