كيف يمكن لنا فهم (الإدراك والاختيار) للأماكن والأشياء، مثل جبل رضوى وبعض الأحجار الكريمة، في حين الإنسان والجن فقط من لهم العقل والاختيار؟
فهناك روايات تدل على أن للأماكن والأشياء (فهم وقدسية)، وللمثال فقد روى الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة عن عبد الأعلى مولى آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله (عليه السلام)، فلما نزلنا الروحاء نظر إلى جبلها مطلاً عليها، فقال لي: ترى هذا الجبل؟ هذا جبل يدعى رضوى من جبال فارس، أحبنا فنقله الله إلينا، أما إن فيه كل شجرة مطعم، ونعم أمان للخائف مرتين، أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين واحدة قصيرة والأخرى طويلة. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص١٦٣]
فكيف يمكن للجبل أن يُحب؟
وكيف ذلك لبعض الأحجار الكريمة التي أيضاً ورد فيها قبول الولاية وما شاكل، وأيضاً الحال هو في الحجر الأسود؟
بعبارة أخرى:
كيف يمكن فهم الاختلاف والتفاوت في قدسية الأشياء دون غيرها؟
إن قلتم مثلاً الحجر الأسود في الحقيقة هو مَلَك.
قلت: فهل بقية الأشياء كذلك؟
وإن قلتم: الإطاعة للأشياء المقصود منها إطاعة كونية، كما قال تعالى: ﴿ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ وَهِيَ دُخانٌ فَقالَ لَها وَلِلْأَرْضِ ائْتِيا طَوْعاً أو كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ﴾ أنها إطاعة كونية وليس المقصود منها أن لها فهم وإدراك واختيار.
قلت: إذن ما الميزة التي تميّز شيئاً عن شيء آخر؟