الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
اعتقد البعض بأن سكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في جزيرة تسمى الخضراء، وهذا القول والاعتقاد لم يرجع إلى أصل روائي، وإنما دخل في كتبنا من القرن الثاني عشر في بعض كتب العلامة المجلسي (رحمه الله) حيث نقل قصة طويلة عن دخول رجل يسمّى بعلي بن فاضل المازندراني إلى هذه الجزيرة وما جرى له فيها، وإنّما ذكرها لما فيها من الغرائب وإن لم يظفر بها في الأصول المعتبرة، فقال في أوله: (وجدت رسالة مشتهرة بقصة الجزيرة الخضراء في البحر الأبيض أحببت إيرادها لاشتمالها على ذكر من رآه، ولما فيه من الغرائب وإنما أفردت لها باباً لأني لم أظفر به في الأصول المعتبرة).
فاعتقد البعض اعتماداً على هذه القضية المشكوكة بأن سكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) في هذه الجزيرة، وجزم بعضهم على أن (مثلث برمودا) هو المكان الذي يسكن فيه الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) حيث طبّقوا الجزيرة على هذا المثلث من دون أي دليل وبرهان، واستدل أحدهم على ما يعتقده بأنه ما استطاعت الدول العظمى الوصول إلى هذا المكان رغم محاولاتهم في الوصول إليه وذهبت أتعابهم إدراج الرياح.
ولكن هذه النظرية غير صحيحة، لأنه لا يعرف أحد سَكَنَ الإمام (عجّل الله فرجه) ولا التقى به علي بن فاضل في هذا المكان حتى يستنتج أحدهم بأن هذا المكان هو مسكن الإمام (عجّل الله فرجه).
وثانياً: إن أصل القصة مشكوكة وليس لها أصل معتبر بسبب التناقضات الموجودة فيها فكيف تصل النوبة إلى تطبيق هذه الجزيرة على مثلث برمودا.
وثالثاً: لو كان ملاك السكنى عند هؤلاء هو اللقاء والمشاهدة لزم عليهم أن يعينوا مئات الدور في الأمكنة والبقاع في شرق الأرض وغربها للإمام (عجّل الله فرجه) حيث رآه كثير من الناس في هذه الفترة في أماكن مختلفة، ولا أراهم يلتزمون بهذا المعنى.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)