الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: بالنسبة لقضية موت الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فإنه قد ورد عندنا دليلان:
أحدهما: دليل عام، حيث ورد عن الإمام الحسن (عليه السلام) أنه قال: ما منّا إلّا مسموم أو مقتول. [كفاية الأثر للخزار القمي: ص٢٢٧]
فهذه الرواية وبغض النظر عن سندها -حيث يصدّقها الواقع الذي مرّ على الأئمة السابقين (عليهم السلام)- تشمل الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) فيكون مؤداها أن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) سيموت قتلاً أو سماً.
نعم، لا مانع من استثناء الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من عمومها لكنّه على كل حال يشمله.
ثانيهما: دليل خاص، حيث ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): ...والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين (عليه السلام)، جاء الحجة الموت... .[ الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٠٦، ح٢٥٠]
وهذه الرواية وإن لم تصرّح بقتل الإمام (عجّل الله فرجه) إلّا أنها مع ذلك لا تتعارض مع الدليل العام، إذ إنها واردة في بيان أصل مجيء الموت للإمام (عجّل الله فرجه) وهذا لا يعارض كون الموت بسبب القتل مثلاً.
فهذا ما يمكن أن يستدل به على هذه المسألة، وأمّا ما ورد في إلزام الناصب من أن امرأة من بني تميم اسمها سعيدة ولها لحية كلحية الرجل تقتله بجاون صخر من فوق السطح، فهو مجرد كلام نقله صاحب إلزام الناصب ج٢ ص١٤٥ عن بعض العلماء، والذي قيل بأنه السيد محمود بن فتح الله الكاظمي في كتابه (تفريج الكربة في إثبات الرجعة) ولم ينسب لأحد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) فلا يصلح للاستدلال على هذه القضية.
ثانياً: وعلى فرض أنه سيموت (عجّل الله فرجه) مقتولاً فيمكن التوفيق بين هذا الخطأ الفادح والمعصية العظمى وبين كون الدولة دولة عدل بالتالي، وهو: إن عموم العدل في الدولة المهدوية لا ينافي وجود كوامن المعصية في نفوس البعض تماماً كما أن امتلاء الأرض ظلماً وجوراً قبيل الظهور لا ينافي وجود صالحين فيها، وكما أن تصفيد الشياطين في شهر رمضان المبارك لا ينافي صدور المعاصي من البعض كم هو واضح للعيان.
فالمقصود من دولة العدل هو أن الصبغة العامة للدولة والحاكمين هي العدالة في جميع المستويات ومن هنا وردت بعض الروايات التي تصرح بأن الإمام (عجّل الله فرجه) سيحكم بحكم آل داود مما يعني أنه سيقيم بعض المحاكم للقضاء في الخروقات التي تحصل من البعض.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)