الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
اِعلم -وفقك الله وأيدك- أن الكوفة بحاضرتها السكانية كانت في القرن الأول الإسلامي متعددة الأهواء والآراء، وقد غلب عليها الخوارج فحوّلوها إلى منطقةٍ متشنجة من الصراع لتياراتٍ لا ترضى بالخلافة الشرعية المتمثلة بالإمام علي (عليه السلام)، وكانت جيوب الخيانة التي يمثلها الأشعث بن قيس تترصد حالات التذمر الاجتماعي نتيجة تكرار الحروب التي كان يفتعلها أهل الجمل والنهروان وصفين وتدفعها باتجاه رفض أوامر الإمام (عليه السلام)، وبالتأكيد فهذه الحالة العامة لا تعني إلّا حالة نفسية تنشأ من عصيان لبعض الأوامر، لكن لا تعني بالضرورة رفض إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بل هذه الحالة يستغلها الخوارج وذووا المصالح من أجل مصادرتها لجعلها تمرّداً على الخلافة الشرعية للإمام (عليه السلام)، ومن هنا كان خطاب الإمام (عليه السلام) موجهاً إلى هؤلاء الخوارج والحالات السلبية التي تورط بها بعضهم، وليس هو اتهاماً للولاء الكوفي، كيف وعلي (عليه السلام) امتدح الكوفة والكوفيين، بل وصل الأمر إلى إن الهوية الكوفية كانت متهمة من قبل السلطات الأموية وكانت العقوبة من قبل الأمويين للانتماء الكوفي فقط، فمتى يصح الطعن على الولاء العراقي بعد ذلك؟ إذن فكل ما ورد من تأنيب وتقريع في خطب الإمام (عليه السلام) هو موجه للتيارات المتمردة مثل الخوارج وأمثالهم، أمّا شيعة علي (عليه السلام) فهم الكوفيون بلا منازع، ولا يحق لأحد الطعن في الولاء العراقي فإنه أساس التشيع وأعمدة الولاء لأهل البيت (عليهم السلام)، على أنه لم يثبت برواية معتبرة أن أمير المؤمنين (عليه السلام) قد وصف أهل الكوفة بالشقاق والنفاق، وإنما هو وصف أطلقه بعض بني أمية تنكيلاً بشيعة أهل البيت (عليهم السلام) في الكوفة.
وللتعرف أكثر على فضل الكوفة يمكنكم مراجعة السؤال والجواب التالي ضمن حقل الأسئلة والأجوبة المهدوية في الموقع تفضلوا:
https://m-mahdi.net/main/questions-٣٤٦
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)