أقسام الأسئلة والأجوبة
 سؤال مختار:
 الاحصائيات:
 الصفحة الرئيسية » الأسئلة والأجوبة المهدوية » عصر الغيبة » (٨٤٣) هل يوجد من يؤمن بالأئمة ويجحد المهدي (عليهم السلام)؟

يرجى البحث في الأسئلة والأجوبة المنشورة من خلال محرك البحث قبل إرسال سؤالكم الكريم 👇

 ابحث هنا عن سؤالك المهدوي:
 عصر الغيبة

الأسئلة والأجوبة (٨٤٣) هل يوجد من يؤمن بالأئمة ويجحد المهدي (عليهم السلام)؟

القسم القسم: عصر الغيبة السائل السائل: حميد الأسدي الشخص المجيب: مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي (عجَّل الله فرجه) تاريخ الإضافة تاريخ الإضافة: ٢٠٢١/٠١/١٢ المشاهدات المشاهدات: ٢٢٤٦ التعليقات التعليقات: ٠

السؤال:

ورد في فقرة (هل تعلم أن؟) العبارة التالية: من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمد بنبوته.
فهل يوجد من يؤمن بالأئمة (عليهم السلام) ويجحد الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) من هو؟


الإجابة:

بسم الله الرحمن الرحيم
ما من عقيدة - مهما بلغت من الوضوح والبيان - إلا وقد تجد البعض ممن ينكرها أو يجحد بها، سواء أفي عنوانها العام أم في بعض تفصيلاتها، فهناك من يؤمن بالله تعالى وينكر المعاد، كمشركي قريش، وهناك من يعتقد بأسماء الله تعالى وصفاته وينكر عدله وقدرته كاليهود.
وعقيدة الإمامة ليست استثناء من هذه الظاهرة، سواء أفي الزمن الماضي أم الحاضر أم المستقبل، ولذا نجد – تقريباً - في كل عصر إمام من الأئمة (عليهم السلام) هناك من ينكره ويؤمن بالإمام السابق عليه، كما نرى ذلك في الواقفية الذين أنكروا إمامة الإمام الرضا (عليه السلام) مع قولهم بإمامة أبيه الكاظم (عليه السلام)، أو كالإسماعيلية الذين أنكروا إمامة الإمام الكاظم (عليه السلام) وقالوا بإمامة الإمام الصادق (عليه السلام).
وهذا المعنى لا يختلف كثيراً عما حصل في الأمم السابقة ممن كانوا يؤمنون بنبوة بعض الأنبياء السابقين وينكرون اللاحقين، فاليهود آمنوا بإبراهيم وموسى وأنكروا عيسى (عليهم السلام)، والنصارى آمنوا بموسى وعيسى (عليهما السلام) وأنكروا نبينا (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، بل اليوم لا تعدم أن تجد من يؤمن بالله تعالى وينكر جميع النبوات والديانات!
ولم يكن الإمام المهدي (عجّل الله فرجه) استثناء من هذه الظاهرة، فقد ذكر النوري الطبرسي وجود فرقة تسمى بالعسكرية أنكروا موت الإمام العسكري (عليه السلام) وأنه هو المهدي الذي سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً في آخر الزمان بسبب بعض الشبهات التي طرأت عليهم، إضافة إلى بعض الفرق الأخرى التي ذكرها النوبختي في كتابه: فرق الشيعة، والأشعري القمي في كتابه: المقالات والفرق.
ولا يخفى أن هذه الفرق - وأن تعددت أسماؤها وألقابها - إلا إنهم كانوا يشكلون شذوذاً وأقلية أمام أكثرية الشيعة وجمهورها العريض الذي آمن بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه) وأنه ابن الإمام العسكري (عليه السلام) ولم تلبث تلك الفرق أن اندثرت وانقرضت على مرور الأيام، بين من رجع إلى الحق أو غادر الدنيا على ضلاله وانحرافه، وقد تناول الشيخ المفيد (رحمه الله) تلك الفرق وما نُسب إليها من قول وناقشه ثم عقّب عليه بقوله: وليس من هؤلاء الفرق التي ذكرناها فرقة موجودة في زماننا هذه، وهو سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة، إلا الإمامية الاثنا عشرية القائلة بإمامة ابن الحسن المسمى باسم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) القاطعة على حياته وبقائه إلى وقت قيامه بالسيف حسبما شرحناه فما تقدم عنهم وهم أكثر فرق الشيعة عدداً وعلماء ومتكلمون ونظار وصالحون وعباد ومتفقهة وأصحاب حديث وأدباء وشعراء، وهم وجه الإمامية ورؤساء جماعتهم والمعتمد عليهم في الديانة ومن سواهم منقرضون. [الفصول المختارة للشيخ المفيد: ص٣٢١]
وقد أكد هذا المعنى أيضاً إمام السنة ابو الحسن الأشعري (٢٦٠ هـ - ٣٢٤هـ) والذي ولد ومات في عصر الغيبة الصغرى من أن جمهور الشيعة في زمنه يؤمنون بولادة الإمام (عجّل الله فرجه) وغيبته بعد شهادة أبيه الإمام العسكري (عليه السلام) كما ذكر ذلك في كتابه (مقالات الإسلاميين). [مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين: ج١، ص٣٤]
وفي كل الأحوال لسنا بصدد إثبات أن الأكثرية والأقلية مقياساٌ أو معياراٌ لمعرفة الحق من الباطل وإنما أكّدنا عليها لكونها تمثل انعكاساً ونتيجة لكثرة ما روي عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وتَواتَر عنهم في العقيدة المهدوية وغيبة الإمام (عجّل الله فرجه) قبل ولادته بعشرات السنين.
ومن هنا نجد ابن قبة الرازي العالم المعتزلي الذي عاصر أحداث الغيبة الصغرى والذي قضى شطراً من حياته يناظر ويجادل المتكلمين ثم استبصر وتشيع فيما بعد، يذكر في كتابه (نقض الاشهاد) الذي نقل أكثره الشيخ الصدوق (رحمه الله) في كتابه (كمال الدين). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص١٣٧ و١٤٣] ما يشير لهذا المعنى، عند رده على بعض المخالفين ممن أنكر ولادة الإمام (عجّل الله فرجه) وخفاء ولادته حيث قال: وأما قوله: (إنهم ادعوا للحسن ولداً) فالقوم لم يدعوا ذلك إلا بعد أن نقل إليهم أسلافهم حاله وغيبته وصورة أمره واختلاف الناس فيه عند حدوث ما يحدث، وهذه كتبهم، فمن شاء أن ينظر فيها فلينظر، ثم ما زالت الأخبار ترد بنص واحد على آخر حتى بلغ الحسن بن علي (عليهما السلام) فلما مات ولم يظهر النص والخَلَف بعده رجعنا إلى الكتب التي كان أسلافنا رووها قبل الغيبة، فوجدنا فيها ما يدل على أمر الخَلَف من بعد الحسن (عليه السلام)، وأنه يغيب عن الناس ويخفى شخصه، وأن الشيعة تختلف وأن الناس يقعون في حيرة من أمره، فعلمنا أن أسلافنا لم يعلموا الغيب، وأن الأئمة أعلموهم ذلك بخبر الرسول، فصحّ عندنا من هذا الوجه بهذه الدلالة كونه ووجوده وغيبته.
ولا يخفى أن عبارة ابن قبة تمثل وثيقة تاريخية مهمة صريحة في كون الكتب الحديثية التي توارثها الشيعة عن أسلافهم السابقين على وفاة الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) قد ذكرت تفاصيل حال الإمام (عجّل الله فرجه) وغيبته قبل ولادته بسنين متطاولة، وتنبأت أيضاً بالاختلاف الذي سيقع فيه البعض، أما للتعتيم والإخفاء الذي صاحب ولادته (عجّل الله فرجه) بسبب أجواء التقية، والخوف عليه، أو لأهداف أخرى متفرعة عن الجهل، أو الأغراض السيئة، وهو الأمر الذي نجده مدوّناً في رواياتهم (عليهم السلام)، والتي سجّلتها كتب الحديث التي اعتنت بالعقيدة المهدوية والغيبة، فقد نقل الصدوق (رحمه الله) عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله: كذلك غيبة القائم فإن الأمة ستنكرها لطولها، فمن قائل يهذي بأنه لم يلد، وقائل يقول: إنه يتعدى إلى ثلاثة عشر وصاعداً، وقائل يعصي الله (عزَّ وجل) بقوله: (إن روح القائم ينطق في هيكل غيره). [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٥٥]
وكذلك ما رواه الشيخ الكليني عن زرارة عن الإمام الصادق (عليه السلام): إن للغلام غيبة قبل أن يقوم، قال: قلت ولم؟ قال: يخاف - وأومأ بيده إلى بطنه - ثم قال: يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك في ولادته، منهم من يقول: مات أبوه بلا خلف ومنهم من يقول: حمل ومنهم من يقول: إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين، وهو المنتظر غير أن الله (عزَّ وجل) يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة، قال: قلت: جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء اعمل؟ قال: يا زرارة إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) [الكافي للشيخ الكليني: ج١، ص٣٣٧].
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)

التقييم التقييم:
  ٠ / ٠.٠
 التعليقات
لا توجد تعليقات.

الإسم: *
الدولة:
البريد الإلكتروني:
النص: *

 

Specialized Studies Foundation of Imam Al-Mahdi (A-S) © 2016