الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
إنّ الإمامة في مفهوم الطائفة الاثني عشرية هي ولاية إلهية عظمى لأهل البيت (عليهم السلام)، وفوائدها لا تنحصر في تبليغ الرسالة بشكلها المباشر، فإن هنالك فوائد للإمام (عجّل الله فرجه) عظيمة من أهمها الحفاظ على هذا الكون والحفاظ أيضاً على شريعة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بأُطرها العامة وليس بالجزئيات والمسائل الفرعية، فقد ورد عنهم (عليهم السلام) (لولا الحجة لساخت الأرض بأهلها) حيث يعطي هذا الحديث البُعد التكويني لوجود الإمام (عجّل الله فرجه)، هذا مضافاً إلى تسيير الكثير من الأمور من وراء الكواليس ومن وراء الغيب لأتباعه ومحبيه، والإمام (عجّل الله فرجه) يعمل بشكل دائم في التمهيد لظهوره (سلام الله عليه) والتخطيط بشكل مدروس جداً لإرساء قواعد العدالة العالمية.
ملاحظة: إن الغيبة هي في مقابل الظهور وليس في مقابل الحضور، فالإمام (عجّل الله فرجه) وإنْ كان غائباً لكنه حاضر معنا في كل مسيرة حياتنا يتألّم لآلامنا ويحاول التخفيف عنها بما آتاه الله من حسن التدبير والحكمة.
هذا مضافاً إلى أنّ غيبته لم تكن من قِبَل الله أو من قِبَله (عجّل الله فرجه)، بل بسبب الناس والأمة التي جحدته وحاولت قتله كما فعلت بآبائه (عليهم السلام)، فالتقصير من الأمة لذا فلا مورد للسؤال.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)