الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
ابتداء لا معنى لأن يظهر الإمام (عجّل الله فرجه) بروحه لبعض الأشخاص ونحن في عالم الدنيا، فإن قوانينها المادية لا تتيح للعين الباصرة أن تدرك أو تبصر الأرواح بما هي أرواح، فحتى الملائكة إذا أرادت أن تظهر لأحد من الناس فلا بد أن تتجسد على هيئة البشر حتى تمكن رؤيتها، يقول تعالى حاكياً عن لقاء جبرئيل (عليه السلام) بمريم (عليه السلام): ﴿فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِياً﴾، أما هل أن الإمام (عجّل الله فرجه) يظهر بأشكال وصور مختلفة، فلا دليل عليه، بل الدليل على خلافه، وأن الذين رأوه (عجّل الله فرجه) يذكرون له صفات وصورة موحدة غير متعددة، وأن تغيرت هيئته الخارجية من جهة الصفات العارضة.
فقد روى الصدوق: خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط بأسنانه تفليج. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٤٧٥]
وكذلك هي صفته في زمن الغيبة الكبرى، فقد روى الطوسي: فلما كان في سنة ثلاث وتسعين ومائتين طاف بالبيت ثم صار إلى مقام إبراهيم (عليه السلام) فركع فيه وغلبته عينه فأنبهه صوت دعاء لم يجر في سمعه مثله، قال: فتأملت الداعي فإذا هو شاب أسمر لم أر قط في حسن صورته واعتدال قامته. [الغيبة للشيخ الطوسي: ص٢٥٥]
وكذلك اتصال السفراء الأربعة فقد كانوا يلتقون به بذات صورته (عجّل الله فرجه) والتي لن تتأثر بمرور الليالي والسنوات.
عن أبي الصلت الهروي قال: قلت للرضا (عليه السلام): ما علامات القائم منكم إذا خرج؟ قال: علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر حتى أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتى يأتيه أجله. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٦٥٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)