الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
أكثر الروايات التي ذكرت طول العمر كوجه شبه بين الإمام (عجّل الله فرجه) وبعض الأنبياء إنما اقتصرت على ذكر النبي نوح (عليه السلام)، نعم ورد ذكر النبي آدم (عليه السلام) في بعض نسخ كتاب (كمال الدين) للشيخ الصدوق (رحمه الله) وهي التي رواها عن سعيد بن جبير عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) يقول: في القائم منا سنن من الأنبياء [سنة من أبينا آدم (عليه السلام) و] سنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنة من موسى، وسنة من عيسى وسنة من أيوب، وسنة من محمد (صلوات الله عليهم)، فأما [من آدم و] نوح فطول العمر. [كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق: ص٣٢٢]
وذلك لأن آدم (عليه السلام) أيضاً كان طويل العمر فقد ذكر المؤرخون أن عمر آدم (عليه السلام) ألف سنة، وقيل ألف إلا سبعين عاماً، وقيل ثمانمائة سنة.
وأما نوح (عليه السلام) فقد عاش كما في الرواية التالية: عن أبي عبد الله، قال: عاش نوح (عليه السلام) ألفيّ سنة وثلاثمائة سنة، منها ثمانمائة وخمسين سنة قبل أن يُبعَث، وألف سنة إلَّا خمسين عاماً وهو في قومه يدعوهم، وخمسمائة عام بعد ما نزل من السفينة ونضب الماء، فمصَّر الأمصار وأسكن ولده البلدان، ثمّ إنَّ مَلَك الموت جاءه وهو في الشمس فقال: السلام عليك، فردَّ عليه نوح (عليه السلام)، قال: ما جاء بك يا مَلَك الموت؟ قال: جئتك لأقبض روحك، قال: دعني أدخل من الشمس إلى الظلِّ، فقال له: نعم، فتحوَّل، ثمّ قال: يا مَلَك الموت، كلُّ ما مرَّ بي من الدنيا مثل تحويلي (تحوُّلي) من الشمس إلى الظلِّ، فامضِ لما أُمِرْتَ به، فقبض روحه. [الكافي للشيخ الكليني: ج٨، ص٢٨٤/ ح٤٢٩].
وما وضعناه بين الاقواس لم يرد في كل النسخ التي وصلت الينا، وهذا ما أشار إليه محقق الكتاب في هامش الكتاب، ومع ذلك فإن معنى الرواية صحيح لا إشكال فيه ويجوز لك الاعتماد عليها منسوبة إلى مصدرها.
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)