الإجابة: بسم الله الرحمن الرحيم
رضا الإمام (عجّل الله فرجه) وحبه لشيعته له مراتب ودرجات وليس على مستوى واحد، ومقياس الزيادة والنقصان في ذلك بيد الإنسان تبعاً لالتزامه وتقواه وأداء تكاليفه التي أرادها الله تعالى منه، فكلما خطى الإنسان خطوة في هذا الاتجاه صار مرضياً ومحبوباً عندهم (عليهم السلام)، فقد يبلغ الإنسان الدرجة الأولى وقد يبلغ الدرجة الثانية، ومنهم من يبلغ أعلى الدرجات حتى يصبح كأنه من أهل البيت (عليهم السلام)، كما ورد في حق سلمان الفارسي.
فقد ورد في الحديث الصحيح عن الإمام الصادق (عليه السلام): إنا لنحب من شيعتنا من كان عاقلاً، فهماً، فقيهاً، حليماً، مدارياً، صبوراً، صدوقاً، وفياً. ثم قال: إن الله تبارك وتعالى خص الأنبياء بمكارم الأخلاق، فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك، ومن لم تكن فليتضرع إلى الله وليسأله. قال قلت: جعلت فداك وما هي؟ قال: الورع، والقنوع، والصبر، والشكر، والحلم، والحياء، والسخاء، والشجاعة، والغيرة، والبر، وصدق الحديث، وأداء الأمانة. [الأمالي للشيخ المفيد: ص١٩٢]
وقد أعطانا الإمام الرضا (عليه السلام) ضابطة لمعرفة الإنسان رضا الإمام (عجّل الله فرجه) عنه أو عدم رضاه من خلال رجوع الإنسان إلى قلبه وروحه ليرى مقدار ما للإمام (عجّل الله فرجه) عنده في قلبه، فإن للحب آثاراً وعلاماتٍ تترك معانيها في عمق الإنسان وباطنه، ولذا قال الإمام الرضا (عليه السلام) للحسن بن الجهم: إذا أردت أن تعلم ما لك عندي فانظر إلى ما لي عندك. [الكافي للشيخ الكليني: ج٢، ص٦٥٢]
ودمتم برعاية المولى صاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه)