جغرافية عصر الظهور
الابـــــــــــــــــلّة
عبد الرسول زين الدين
الابلة : هي بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل الى مدينة البصرة، وهي اقدم من البصرة، كانت قبل ان تمصر البصرة، فيها مسالح للفرس.
قال الاصمعي : جنان الدنيا ثلاث : غوطة دمشق، ونهر بلخ، ونهر الابلة.
وفي شرح النهج لابن ميثم : قال : لما فرغ امير المؤمنين عليه السلام من حرب الجمل خطب الناس بالبصرة فحمد الله واثنى عليه وصلى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم الى ان يقول... ثم التفت عن يمينه فقال: كم بينكم وبين الابلة ؟ فقال له المنذر بن الجارود : فداك ابي وامي : اربعة فراسخ.
قال له : صدقت، فوالذي بعث محمداً صلى الله عليه وآله وسلم واكرمه بالنبوة، خاصة بالرسالة، وعجل بروحه الى الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون مني الى ان قال: يا علي هل علمت ان بين التي تسمى البصرة والتي تسمى الابلة اربعة فراسخ وسيكون في التي تسمى الابلة موضع اصحاب العشور، يقتل في ذلك الموضع من امتي سبعون الف شهيد، هم يومئذ بمنزلة شهداء بدر. فقال له المنذر : يا امير المؤمنين، ومن يقتلهم؟ فداك ابي وامي. قال : يقتلهم اخوان وهم جيل كانهم الشياطين، سود الوانهم، منتنة ارواحهم، شديد كلبهم، قليل سلبهم، طوبى لمن قتلوه. ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم اذلة عند المتكبرين من اهل ذلك الزمان، مجهولون في الارض، معروفون في السماء، تبكي السماء عليهم وسكانها، والارض وسكانها _ثم هملت عيناه بالبكاء ثم قال : _ ويحك يابصرة من جيش من نقم الله لا رهج له ولا حس ! فقال له المنذر : يا امير المؤمنين، ومالذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت؟ وما الويح؟ وما الويل؟ فقال : هما بابان : فالويح باب رحمة، والويل باب عذاب يا ابن الجارود، نعم، تارات عظيمة : منها عصبة يقتل بعضها بعضا، ومنها فتنة يكون بها اخراب منازل وخراب ديار وانتهاك اموال وقتل رجال وسباء نساء يذبحن ذبحاً، يا ويل امرهن حديث عجيب! ومنها ان يستحل بها الدجال الاكبر الاعور الممسوح العين اليمنى والاخرى كانها ممزوجة بالدم لكانها في الحمرة علقة، ناتئ الحدقة كهيئة حب العنب الطافية على الماء، فيتبعه من اهلها عدة من قتل بالابلة من الشهداء، انا جيلهم في صدورهم، يقتل من يقتل، ويهرب من يهرب، ثم رجف، ثم قذف، ثم خسف ثم مسخ، ثم الجوع الاغبر، ثم الموت الاحمر وهو الغرق.
_وساق الى ان قال_ يا اهل البصرة ان الله لم يجعل لاحد من انصار المسلمين خطة شرف ولا كرم الا وقد جعل فيكم افضل ذلك، وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم: انتم اقوم الناس قبلة، قبلتكم على المقام حيث يقوم الامام بمكة، وقارؤكم اقرأ الناس، وزاهدكم ازهد الناس، وعابدكم اعبد الناس، وتاجركم اتجر الناس واصدقهم في تجارته، ومتصدقكم اكرم الناس صدقة، وغنيكم اشد الناس بذلا وتواضعا، وشريفكم احسن الناس خلقا وانتم اكثر الناس جواراً، واقلهم تكلفا لما لا يعنيه، واحرصهم عل الصلاة في جماعة ثمرتكم اكثر الثمار، واموالكم اكثر الاموال، وصغاركم اكيس الاولاد، ونساؤكم امنع النساء واحسنهن تبعلا، سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحا لمعاشكم والبحر سببا لكثر اموالكم، فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبى لكم مقيلا وظلا ظليلا، غير ان حكم الله ماض، وقضاءه نافذ لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب. يقول الله : (وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَديداً كانَ ذلِكَ فِي الْكِتابِ مَسْطُوراً).
وعن امير المؤمنين عليه السلام من خطبة اللؤلؤية وفيها تعين اصحاب الامام المهدي عليه السلام قال : (رجلان من ابلة).
وعن امير المؤمنين عليه السلام في تسمية اصحاب الامام المهدي عليه السلام قال : ومن ابله رجلان يحيى بن بديل وحواشة بن الفضل.