المستبصرون
نافدة نطل من خلالها على حياة افراد عرفوا الحق فانحازوا اليه فبصرهم الله دينه فكانوا من المستبصرين في الدنيا ومن الفائزين في الاخرى نطلع على حياتهم فنستكشف اسرار تحولهم
خضر خضر العموري - شافعي - لبنان
ولد خضر خضر العموري في قرية مقنة بمدينة بعلبك عام(١٩٢٨م) في لبنان.
وقد نشأ يتيماً، اذ مات والده وهولا يزال في بطن إمه، وقد سمته على اسم ابيه، وكانت هذه السيدة تعتنق مذهب اهل البيت عليهم السلام في حين ان زوجها كان مخالفاً لهم.
يقول العموري عن حياته:
(كنت منحرفاً، وعشت زماناً على انحرافي المحدود، لأن كل شيء ينمو ببيئته، فللفكر مناخ، وللشر مناخ، وللدين والخير مناخ. كنت اصلي واصوم، ولكن بدون معرفة، بدون عقيدة).
حي على خير العمل
وفيما سائر و الافكار تنتابني، واذا بصوت المؤذن يطرق سمعي الله اكبر.. حي الفلاح، حي على خيرالعمل- وكان اليوم يوم جمعة والوقت ظهراً- فقلت في نفسي:
(اي عمل سأقدم عليه، وأي عمل اقدمه في المستقبل؟!) وهكذا كان فكري يحدثني، وفي هذه الاثناء صادفت الحاج احمد، فدعاني لدخول الجامع لسماع خطبة الجمعة واداء الصلاة.
يقول الاخ خضر:
(وبالفعل ما أمكنني إلا اجابته بجاذبية غيراختيارية، فدخلت المسجد).
نقطة التحول
كان الخطيب يتحدث بمواعظ تأخذ بجوامع القلوب وتنقل المستمع الى عالم اخر، عالم واسع خال من ادران الخطايا والذنوب. فاهتز لها الاخ العموري فقرر تغيير ما رسم من خطط لحياته المستقبلية، والتحول بكله من عالم اللهو والعبث الى عالم الهداية.
وبما ان ابن خاله الحاج احمد كان شيعياً وكذلك نسبة الشيعة كبيرة في بعلبك، اخذ يقارن بين مذهبه ومذهب الحاج احمد، واخذ يتردد عليه ويتحادثان في هذا الشأن.
وذات ليلة رأى فيما يرى النائم، ان سفينة جميلة تمخر عباب الماء، وحولها حمائم بيض ترفرف، وكانت متجهة صوبه، فتمنى لو تقله ويكون من ركابها، فأخذت تصفّر... واخيراً استيقظ على صوت المؤذن.
يقول الاخ خضر العموري:
(قصدت الحاج احمد _ابن خاله_ وأخبرته بالرؤيا، فقال لي: اعلن تشيعك وولايتك لإمام الحق والعدل، جاهر بولايتك لأميرالمؤمنين عليه السلام، وهذه هي السفينة التي أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بركوبها، وحصر النجاة والفوز بالصعود اليها، حيث يقول الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم: اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق وهوى).
ومنذ ذلك الحين اصبحت صلاته وعقيدته عن معرفة، لانه ذكر في البداية انها كانت غيرذلك.
صوت صادح بمدح أهل البيت عليهم السلام
وقد انقلب طموحه الشيطاني الى خدمة رحمانية، حيث يقول:(والان وقفت حياتي في مدح اهل الحق والعدالة الانسانية، وهم اهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم، الذين هم العلامة الفارقة بين الهدى والضلال).