قصة قصيرة
اطفئ السراج فقد طلعت الشمس
محمد حسن عبد
دخل الشيخ ذو السبعين عاماً المسجد النبوي الذي كان مكتظاً بالزائرين .. وبينما هو يتجول في رحابه شاهد في ركن من الاركان احد خطباء الوهابية وهو يتهجم على طوائف المسلمين _كعادة الوهابيين_ متهما اياهم بالكفر بحجة انهم يقدسون الحديد وذلك بمسكهم شباك مرقد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم او تقبيلهم له _كما يزعم_ وكان هذا الخطيب يزيد في اتهامه للمسلمين بانهم مشركون لانهم يعبدون الموتى.
ارتأى الشيخ انه يرد على شبهات هذا الوهابي فاستجمع قواه وجمع افكاره وقال له بجرأة ممزوجة بالادب.
يا شيخ لدي سؤال:
اذن له الخطيب فقال الشيخ (الم يقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم: كنت نبيا وادم بين الماء والطين) .
ادرك الوهابي ما اراده الشيخ. فصاح بلغة الحقد هذا احد المشركين فامسكوه.
وفعلا حدثت ضجة امسكت فيها شرطة الوهابية الشيخ واقتادته الى خارج المسجد النبوي.
وفي هذه الاثناء اعترض الجمع شاب جسيم وسيم عليه عمامة خضراء وعلى خده خال اسود، عليه ملامح الوقار يسير بهيبة وروية.
اخترق هذا الشاب زحام الشرطة والزوار، واخذ الشيخ من ايدي الشرطة الذين فقدوا _حينها_ أي قدرة على المقاومة. وبدوا امامه وكأنهم خشب مسنده.
وفعلا خرج الشاب من بين الجموع وقال للشيخ اذهب لشأنك.
جاء الشيخ في اليوم التالي .. وجلس في احدى زوايا المسجد يعلّم بعض الزوار مناسك الحج. في هذه الاثناء قيل له : من هذا الذي خلصك بالامس. فعض على شفتيه وقال للسائل : ياشيخ اطفئ السراج فقد طلعت الشمس.
