تمهيدنا
لا انتظار الا للمهدي عليه السلام
يقفز إلينا بين الفينة والاخرى اشخاص يدعون انهم مفتاح السعادة وباب الفرج وانهم _لا سواهم_ الهداة والعاصمون من الضلال، وانهم محط الغيب ومكنونه ومحط نظر الامام عليه السلام ورعايته، وان بهم تستقيم الامور ويستوي الاعوجاج، وهكذا تكثر الادعاءات وتتشعب، ولا ندري الى أي حد ستصل في الزمن القريب فضلا عن البعيد.
وحري بنا وبغض النظر عن اصحاب هذه الدعوات وافرادها _كثرة او قلة_ وبغض النظر عن اختلاف مناهجهم وتعدد طرق ادعاءاتهم، وبغض النظر عن تنوع جغرافيتهم وتعدد مناطقهم، حري بنا ان نلتمس من روايات اهل البيت عليهم السلام تكليفنا، وهل هناك توجيه منهم وامر باتباع احد في زمن الفتن والابتلاءات.
وهل هناك من اهل البيت عليهم السلام في زمن الغيبة امر لشيعتهم بغير ما نصت عليه الروايات باقتفاء اثر الفقهاء؟
ننظر الروايات فنرى ان ابا جعفر الباقر عليه السلام قال مخاطباً اصحابه وهو يحدد ملامح ما سيقع، ويرشد الناس الى الطريق الحق: (كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحق فلا يعطونه، ثم يطلبونه فلا يعطونه، فاذا رأو ا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوه فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها الا الى صاحبكم، قتلاهم شهداء. اما اني لو ادركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الامر !)
فهذا الامام عليه السلام يحدد طريق مواليه واتباعه ويرسم لهم افق الولاء في زمن الغيبة قائلاً لهم انه لو قدر له وادرك هؤلاء الذين قتلاهم شهداء لما قاتل معهم ولاستبقى نفسه لصاحب هذا الامر ليقاتل دونه او ينتصر معه، فهذه الرواية الشريفة تؤكد حالة من الانتظار وأنها متفردة متشخصة منحصرة بفرد واحد لا يتعدد ولا يستبدل وهو الحجة بن الحسن عليه السلام قد حصرت حالة الترقب به وبذل النفس دونه وحبس النفس عليه ولم ترجح اتلافها دون غيره مهما كان هذا الغير، وباي لون تلون، واي صفة يحمل.
هذا هو المنهج الذي يرسمه اهل البيت عليهم السلام لاتباعهم.
وذاك منهج الضالين لمن تبعوهم وعلينا الاختيار.
رئيس التحرير