ترتيلة في الإمام المنتظر عليه السلام
عبد الهادي الحكيم
حتّى مَ هذي الغيوم السّود تحتشد
والليل داج، وبدر التم مفتقد
تدافعت ظلمات بعضها شبكت
رقاب بعض كما تشّابك العقد
طال السرى فتجرعنا مرارته
كاساَ دهاقاً كسكب النار يتّقد
قسا الحداة فما ساروا بنا سجحاً
يوماً، ولا أسلسوا قوداً، ولا اتّأدوا
لولاهم ما غفا في الأعين السُّهُد
لولاهم ما شكا من ظلمه أحد
لولاهم ما طغى طاغ، ولا اضطهد
الضّعيف حدّ اقتطاف الرأس مضطهد
ولا توارى وقد (ضاقت بما رحبت
عليهم الأرض) (قطب الأرض) والعمد
لولاهم لأتى سعياَ فحلّ بنا
أهلاً، وألقى عصا ترحاله، السعد
ويفجأَ الأرض (صوتٌ كان فارقها
ألفاً ونيفاً)، فتصغي وهي ترتعد
سيستعيد جلال (الفتح) ثانية
(محمد) من (أعالي مكة يفد)
و(يعمر البيت) (آل البيت) بعد بلىً
وتحرسُ (الركن) بعد (الغيبتين) يد
وتنفض الترب يوم الثّأر شاهرة
أسيافها (كربلا) حمراء تتّقد
سيستعاد شباب الدّين ثانية
وضوعه، وثياب الخضرة الجدد
فيستضيء بظل الله مضطهَد
ويصطلي بعذاب الله مضطهِد