المهدي عليه السلام في شعر أهل البيت عليهم السلام والموالين
غفران الهاشمي
لقد كان للشعر العربي اهمية كبيرة في تعميق العقيدة المهدوية في قلوب المؤمنين وإرسائها في ضمائرهم. حيث كان الشعراء يتقربون من ائمة أهل البيت عليه السلام يدفعهم حبهم الكبير الذي خالج نفوسهم فتتهادى على اطراف السنتهم الكلمات ويصوغون فيهم اجمل القصائد والاشعار ،ومن جملة ذلك تغنيهم بذكر الإمام المهدي عليه السلام الذي سمعوه ووعوه من روايات المعصومين عليهم السلام، فساهمت كلماتهم واشعارهم الولائية بتجسيد تراث ومكانة اهل البيت عليهم السلام بين الناس، ويذكرهم بما آل الأمر اليه بعد استيلاء الظلمة والطواغيت على عرش الولاية الالهية فعاثوا في الأرض ظلماً وجوراً .
فكان لبعض الشعراء صدى في مدح أهل البيت عليهم السلام حيث نجد اشعارهم على لسان اهل العامة قبل الشيعة ، والبعض تسامت اشعارهم بحب ومدح واستنهاض الموعود الإلهي الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً،والبعض الاخر رسم في كلماته للامام المهدي عليه السلام شجرة نسبه الطاهر، كما أن أئمة أهل البيت عليهم السلام لهم النصيب الأوفر من هذه القصائد التي تدل على أن المهدي هو من شجرتهم المباركة كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فيه:
الـقيامة والناس في دأبها بل لك فاصبر لاَتعابها |
|
سقى اللّه قائمنا صاحب هو المدرك الثأر لي ياحسين |
كما قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام حين سأله عيسى بن الفتح : (يا سيدي وأنت لك ولد؟ فقال عليه السلام: والله يكون لي ولد يملأ الأرض قسطاً وعدلاً وأما الآن فلا، ثم أنشد عليه السلام) :
بني حواليَّ الاسود اللوابد أقام زمانا وهو في الناس واحد |
|
لعلك يوما ان ترانـــي كأنما فانَّ تميماً قبل ان يلد الحصى |
وليس يخفى ما احدثته القصيدةالتائية لدعبل الخزاعي من اثر في التاريخ والتي انشدها في حضرة الإمام الرضا عليه السلام،فخص الامام المهدي عليه السلام فيها ببعض الابيات الرائعة،حيث قال:
يقوم على اسم الله والبركات ويجزي على النعماء والنقمات |
|
خروج إمام لا محالة خارج يميز فينا كل حق وباطل |
وأخرج شيخ الاسلام أبو إسحاق الحموي عن أحمد بن زياد عن دعبل الخزاعي قال: أنشدت قصيدة-التائية - لمولاي علي الرضا عليه السلام فقال لي عليه السلام : افلا الحق البيتين بقصيدتك؟قلت بلى يا بن رسول الله ؟ فقال:
ألحت على الأحشاء بالزفرات قائما يفرج عنا الهم والكربات |
|
وقبر بطوس يا لها من مصيبة إلى الحشر حتى يبعث الله |
وأنشد السيد الحميري في قصيدته:
وما كان فيما قال بالمتكذّب ستيرا كفعل الخائف المترقّب تغيبه بين الصفيح المنصّب |
|
ولكن روينا عن وصي محمد بأن ولي الامر يفقد لا يـــــرى فتقســــم أمـــــوال الفقيــد كأنمـــــا |
وقال ايضا:
يعيش به من عدله كل مجدب والذي أمرت فحتم غير ما متعصب على الناس طرا من مطيع ومذنب تطلع نفسي نحوه بتطرب فصلى عليه الله من متغـيب فيملك من في شرقها والمغرب |
|
وقلنا هو المهدي والقائم الذي فإن قلت لا فالحق قولك وأشهد ربي أن قـــــــــــولك حجـة بأن ولي الامر والقائـــم الـــذي له غيبة لابد من أن يغيبـها فيمكث حينا ثم يظهر حينه |
وأنشد أبن الرومي قائلاً :
سيسمو لكم والصبح في الليل مولج له زجل ينفي الوحوش وهزمج |
|
لعل لهم في منطوى الغيث ثائرا بمجر تضيق الارض من زفراته |
وقال ايضا:
ولله أوس آخرون وخزرج ظعائن لم يضرب عليهن هودج |
|
فيدرك ثار الله انصار دينه وتظعن خوف السبي بعد إقامة |