تمهيدنا
التــــــــزام القوانــيـــــــن
تواجه الانسان مخاطر وازمات على مستويات مختلفة، ففي العقيدة والايمان يقف الانسان على مفترق طريقين، فاما ان يؤدي به الطريق الذي يسلكه الى طمأنينة الدنيا وسعادة الاخرة، او يأخذه الى اضطراب الدنيا وشقاوة الاخرة.
وتواجهه على مستوى السلوك والعمل والالتزام بالاحكام قوة النفس التي تدفع به صوب المخالفة وارتكاب المحظور وتسهل عليه القفز على الموانع فينتهي به الحال الى التحلل من كل قيد.
وعلى مستوى العادات والتقاليد والاعراف تنجذب نفسه نحو التيار الذي يسعى في تغييرها وتضييق دائرة رقعتها الى ان ينتهي الامر بانحسارها، فيكون الانسان جراء ذلك فرداً لا عرف له، ولا ايمان بتقليد اجتماعي او ثقافي.
وهكذا تؤدي الزلازل التي تضرب وجود الانسان بمرتكزاته الفكرية والمعرفية لتقلب عاليه سافله !.
فما هو دورنا تجاه هذه الازمات والمخاطر وما هو دور الامام المهدي عليه السلام تجاهنا؟.
امّا دور الامام عليه السلام قد اوضحته الشريعة واكد عليه بنفسه، اذ هو عليه السلام غير مهمل لمراعتنا ولا ناسي لذكرنا اذ لو تركنا للحظة لنزل بنا الشدة والضيق واستأصلنا الاعداء بل لضاقت علينا الوسيعة بما رحبت وجعل عليه السلام لذلك ميزاناً يتجلى بتقوى الله عزوجل ومظاهرته (متابعته وطاعته).
واما دورنا فلا بد ان ينطلق من التدين الذي يوجب التزام جادة الشريعة اذ هي نظام كفالة الافضل للمؤمن في الدارين، اذا سير عليه.
ورعاية الشريعة للسالكين دروبها لا تقصر على جانب دون جانب او منحى دون آخر.
فلا بد علينا من الالتزام والاخذ بما تفيده الشريعة وما توصي به في المجالات كافة لنأمن بهذا الالتزام النجاح ونضمن الفوز.
ومن بين اهم الاسس التي وضعتها الشريعة المقدسة لتكفل لاتباعها النجاح والنجاة هو الالتزام بالتعاليم، والاخذ بالنظام، ومراعاة الدستور المتكفل لتنظيم حياة الناس على مستوياتها المختلفة لينتج عن ذلك سلوك سوي وعمل مستقيم ينظم علاقة الفرد بربه واسرته ومجتمعه ومحيطه العام، فتعيش البشرية ثمار التزام افرادها بالنظام، وتجني ثماراته يوم القيام.
فكل ما كان لدينا التزام بالقوانين الالهية كان رقينا في سلم النجاح وحظنا في الفوز اكبر.
رئيس التحرير