دراسة في تنبؤات نوستراداموس
هذه السلسلة رؤية شخصية للمؤلف والصحيفة تقف موقفا واضحا من التطبيق والتوقيت المرفوض
نبوءات في شؤون عراقية طاغية داعر
سلسلة في حلقات/ (الحلقة الثانية)
الدكتور شرف الدين الاعرجي
(شرير, بغيض, مغمور, سوف يدخل ويستبد طغيانا في العراق كلهم اصدقاء لجمهورية داعرة الارض سترتعب من ملامح وجهه الكريهة) الثامن _ ٧٠
جاء اسم العراق في النص الاصلي باسمه اليوناني القديم (بلاد ما بين النهرين Mesopotsmia), ان الشخص الذي يصفه نوستردامس هنا ويرسم ملامحه هو صدام بلا منازع وبلا ريب, وواحد من ابغض الطواغيت الذين عرفهم التاريخ.
نبذة من تاريخ حياة صدام:
ولد سنة ١٩٣٧ في قرية العوجة من اعمال مدينة تكريت الواقعة شمال بغداد من عشيرة البيكات، ولما بلغ صدام الحادية عشرة من عمره قام الاب بطرد امه من البيت فلجأت مع ابنها إلى دار احد اقاربهم, وشهد صدام اباه وهو يحاول ان يقتل امه فيما بعد في ذلك الدار بعد ان شاعت في خصوصها التهم, ولم يتمكن الاب من فعلته وتركها مع ابنها حتى وافاه الاجل, وتزوجت الام من شخص آخر كان له عدد من سيارات الاجرة تعمل بين تكريت وبغداد وصار صدام في رعاية زوج امه وصار يعمل على خط النقل هذا, وصار له اخ من امه اسمه برزان (وهو الذي شغل منصب ادارة جهازات المخابرات الرهيب فيما بعد) اضافة إلى اخوين اثنين آخرين من امه هذا هما وطبان وسبعاوي, وفي هذه الفترة, وصدام في العقد الثاني من عمره, قتل بيده ابن عم له ثأرا منه, وانتقل إلى بغداد ودخل هناك المدرسة الثانوية (اعدادية الكرخ للبنين), وفي نهاية الخمسينات تشكلت في بغداد عصابة لها ارتباط قوي جدا بعصابات المافيا العالمية ويعتقد بانها فرع من فروعها وكانت هذه العصابة تعرف باسم عصابة حنين وتعرف أيضاً باسم آخر وهو عصابة قني, فانضم صدام اليها ثم سرعان ما صارت له الصدارة فيها (وقد تطورت هذه العصابة بالتدريج فيما بعد عندما استحكم صدام في السلطة إلى جهاز حماية خاص به ومن ثم إلى جهاز مخابرات واسع جدا حكم العراق بالارهاب والدم), وقد كان انضمام صدام إلى حزب البعث في فترة مقاربة وذلك حوالي سنة ١٩٦٠.
وكان للسفارة البريطانية في بغداد علاقة مهمة بهذه العصابة وبالذات عن طريق النائب الاول في السفارة المدعو جورج رمنكتون, وقد استخدموا افرادها في محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم حاكم العراق آنذاك والذي كان يتمتع بشعبية واسعة فيه, وفشلت تلك المحاولة فهرب صدام الذي كان احد المشاركين فيها إلى مصر وعاش هناك تحت رعاية خاصة, وقد التقى به بعضهم هناك ونقل بانه كان يثير القرف والاشمئزاز لاستهتاره وافراطه في الرذيلة وصحبته لاكثر الناس شرا.
وبعد سقوط قاسم سنة ١٩٦٣ في انقلاب شارك فيه البعثيون عاد صدام إلى العراق والى عصابة حنين ليصير بعدها مسؤول الحرس القومي في قاطع الرصافة (قسم بغداد الواقع على الضفة الشرقية من نهر دجلة) وقد مارس الحرس القومي وبصورة رسمية من عمليات الارهاب والتعذيب والابادة والاعتداء على الحرمات مما جعل كل شخص في العراق يشمئز ويرتعب من اسم حزب البعث (وهو الذي جعلهم يخفون هويتهم لفترة طويلة نسبيا بعد ان عادوا إلى الحكم في انقلاب ١٧ تموز (يوليو) ١٩٦٨) واستمر على نشاطاته في نفس الوقت مع عصابة حنين التي كانت تقوم بعمليات سطو مسلح على بيوت الاثرياء وكان صدام يشارك فيها بنفسه ويمزق ضحاياه بالسكاكين, وفي تلك الفترة من حياته عرف عنه بانه قد ذهب مع عشرين من افراد عصابته هذه إلى المانيا الغربية لمدة عشرة ايام من كل شهر ولفترة من الزمن للتدريب على حرب العصابات والشوارع واساليب انتزاع الاعترافات والتعذيب.
وكانت رئاسة الجمهورية العراقية في انقلاب ١٩٦٣ قد صارت إلى احد الضباط العراقيين وهو عبد السلام عارف, فانقلب هذا بدوره على البعثيين وازاحهم من السلطة في السنة التالية وسجن الكثيرين منهم وبضمنهم كان صدام التكريتي, وقد جمعه السجن بعدد من الاشخاص من مختلف الاتجاهات السياسية والعقائدية, فعاشروه وعرفوه عن كثب نظرا لما تمتاز به بيئة السجون وما تفرضه على نزلائها من احتكاك مباشر وقريب, ونقل هؤلاء فيما بعد شيئا من انطباعاتهم عنه, فكان مما قالوه عنه انه كان قذر اللسان إلى درجة غير معهودة ولا يعرف في مناقشاته معهم غير لغة التهديد والوعيد فهذا يدفنه حيا وذاك يقطع يديه ورجليه وغير ذلك مما جعله مثار السخرية فانما هو يومذاك عضو عصابة تافه مغمور, وكان يدخن الحشيشة في السجن, منظره كئيب مقرف, عاداته قبيحة تثير الاشمئزاز, وصدام هذا الذي يمزق فرائسه تمزيقا عندما صارت اليه السلطة لم يتحمل نفسه ضربة واحدة اثناء التحقيق عندما سألوه عن رفاقه في التنظيم الحزبي فأعطى اسماء كل بعثيي العراق من الذين كان يعرفهم من اول صفعة تلقاها اثناء التحقيق معه, وخلاصة كلامهم انه لم يكن فيه ما يجعلك تحترمه حتى شاع عنه انه حيوان غبي بين رفاق سجنه.
وبعد انقلاب ١٧/٧/١٩٦٨ الذي جاء بالبعثيين مرة ثانية إلى الحكم وصل صدام إلى منصب نائب رئيس الجمهورية, وفي سنة ١٩٧٩ وبعد سلسلة لقاءات تمت في الاردن والسعودية وغيرها بين صدام و(فانس) وزير خارجية كارتر و(برجنسكي) سكرتير شؤون الدولة ومستشار كارتر اضافة إلى مباحثات اخرى في نطاق حلف شمال الاطلسي تم المجيء بصدام رئيسا على العراق خلفا لاحمد حسن البكر الذي تمت تصفيته بعد ذلك, وقد حكم صدام اهل العراق كرئيس عصابة لصوص وقتلة بالفعل وليس كرئيس دولة أو حكومة مما هو معهود في باقي دول العالم.
تاريخ اسود ملطخ بالدماء والارهاب قبل وبعد تسلمه لسلطة الرعب والدم في بغداد, كتبوا عنه ما لا يقل عن عشرة كتب وسيظهر منها المزيد في الايام التالية, اقرأ عنه واسمع العجب فانه من الظواهر البشرية البشعة جدا وسترى إلى اي منحدر قد يصل الانسان وسترى أيضاً اي كائن صبور هو ابن آدم واي قدرة له على التكيف عندما ترى الشعب العراقي وقد عاش كل هذه السنوات في مثل تلك الاجواء القاتمة الارهابية.
جمهورية صدام جمهورية داعرة حقا تبيع نفسها لمن يدفع الثمن, هكذا فعلت في حربها مع ايران نيابة عن الغرب وهكذا فعلت عندما حاربت الشعب العراقي نفسه الذي صار اسيرا لديها وعندما جعلت من افراده عبيدا وخولا لها نيابة عن الغرب أيضاً كما ان المعسكر الغربي هو الذي جاء بصدام إلى سدة الحكم لحماية مصالحه في هذا البلد البائس الشقي, وجمهورية صدام أيضاً شجعت على الدعارة (بمعناها الاخلاقي الشائع) وغذتها وتبنتها كسياسة داخلية من اجل تهديم الاخلاق التي بتهديمها سيكون بالامكان السيطرة على الانسان بافراغ ذاته وفكره ومن ثم تحوير ذلك كله بما يحلو لهم.
وتبنت جمهورية صدام الدعارة الادبية والاعلامية والصحفية حيث تنفخ ابواق الباطل والدجل بما يحلو لها ولكن كل شيء بثمن, دولارات نجسات تدخل جيوب الشعراء والصحفيين والادباء, دعارة وعهر من الطرز الاول.
ولقد ارتعبت الارض من ملامح وجهه الكريهة وحل الدمار في كل موضع وطئته اقدامه أو اقدام انصاره وهذه الكويت شاهد حي يراه كل انسان في اقطار الارض.