شعراء مهدويون
محمد بن اسماعيل الحلي
غفران الموسوي
هو الشيخ محمد بن اسماعيل البغدادي الشهير بـ (ابن الخلفة)، ولد ببغداد وتوطن الحلة كان والده يتوقع له مستقبلا في البناء وهو يرى مهارته وموهبته تشبُّ معه منذ صغره، فكان يعده لان يحل محله في حرفته التي اشتهر بها حتى طغت على اسمه فعرف بـ (الخِلفة)،ولكن محمد لم يبني دوراً وبيوتاً بل صاغ أبياتاً وقصائد رائعة، وانه لم يضع لمساته في فن البناء بل نقش اسمه في سماء الادب الخالدة، فقد كان ذهنه المتوقد وروحه المتوثبة فطريا ونفسيا للأدب اقرب واميل، حتى ذاع صيته ونافس كبار الشعراء،ومن العجيب انه كان امياً لا يعرف القراءة والكتابة الا ان ولاءه الصادق لأهل بيت النبوة عليهم السلام قد فجر فيه ابداعاً شعرياً باهراً جعله ينظم كثيراً من القصائد الغراء فيهم عليهم السلام، كما انه لم يحضر دروسا على يد استاذ ولم يتعلم من معلم سوى ماكان يسمعه من محاضرات ومساجلات كانت تدور في النوادي الادبية في الحلة،الا انه كان أديباً شاعراً يعرب الكلام على السليقة ولم يحصل على العربية ليعرف المجاز من الحقيقة، وكان يتحرف بالبناء على انه ذو اعراب ويطارح الشعراء في غير كتاب وكانت له اليد الطولى في فن البند.
توفي في اول الطاعون الكبير عام (١٢٢٧هـ) في الحلة ونقل الى النجف الاشرف فدفن فيها.
امتازت قصائده - اضافة الى ابداعاتها الفنية- بابداعات مضمونية نادرة قلما تجد نظائرها في روائع الادب العربي، الامر الذي يشير الى تسديد الهي لقريحته الفياضة ..ومن روائعهالشعرية الغراء قصيدة نظمهافي اعتداء الوهابيين على حرم الحسين عليه السلام سنة ١٢١٦ وفيها يرثي الامام الحسين عليه السلام ويستنهض الامام المنتظر الحجة بن الحسن عليه السلام:
ثمود من التدمير منك وتبع على الفلك الدوار تسمو وترفع وعن كل داع لا يرد ويردع عتاة بغير الشرك لا تتبرقع تطوف قناديل بها وهي خضع جذاذاً وصندوق الامامة يقلع لحط له في قنة العرض موضع عجيب يماط السر عنه وينزع تقوم بامر الله بالحق تصدع مدى الدهر قد سنوا الضلال وابدعوا لفرط الأسى والقلب منها مشبع وارحامها بالمشرفية قطعوا بــدت ولاح لنا لألاؤها يتشعشع ابى الله عنها ما لها الحجب تمنع بما فهته اذ انت للصفح منبع الـوفـك يا لله بالتـرب صـرعوا ولكنـمـا حكـم القضا ليـس يدفع إليـك بجرمي فـي القيامـة أفزع |
|
فيا غيرة الله استفزي بما لقــــت اتهدم للـــنور الالهــي قبـــــــــة ويقلع باب الله عــــن مستقــــره وتهتك حجب الله عن وجه التقى وتطفى قناديل كشهب منيـــــــرة ويحطم شباك النـــــبوة بالظــــبا وينبش قبر لو تكون السماء ثرى كساه اله العرش انوار قدســــــه متى يا امام العصر تقدم ثائـــراً وتردي بمسنون الغرار عصائباً وتنظر اشياعاً عفاةً جسومهـــــا فصلها وعجل حيث لم تر راحماً ايا ابن الذي انوار شرعته أيفعل ذا الباغي ولا منك دعــــوة امولاي صفحاً فهت من نار حرقتي وفـي كربلا عـرج يريـك مؤرخاً عليـك عزيز أن تـرى ما أصابهم أيا ابـن رسـول الله وابن وصيـه |