قصة قصيرة
مبارك هذه الضيافة
هيئة التحرير
اتفق جماعة من الاخيار من اهل البحرين على ان يقوموا بأعداد ولائم لإطعام المؤمنين، يتكفل امر ذلك في كل مرة واحد منهم.
والتزموا بهذا الاتفاق المبارك مدة، وفي احدى المرات جاء دور احدهم في وقت لم يكن يملك فيه شيئاً يُعد به الطعام للمؤمنين، فحزن لذلك حزناً شديداً وداخله غم مؤلم. فخرج الى الصحراء في احدى الليالي متوسلاً الى الله تبارك وتعالى لكي يرفع عنه هذا الغم ويجعل له من امره فرجاً.
ثم كان ان رأى وسط الظلام شخصاً يسير باتجاهه، ولما وصل اليه قال بعد السلام ورده: إذهب الى التاجر الفلاني ـ وذكر له اسمه وعنوانه ـ وقل له:
يقول لك محمد بن الحسن: ادفع لي الاثني عشر اشرفياًً التي نذرت لله عزوجل أن تهديها لنا، ثم اقبض المال واصرفه في ضيافتك.
لم يلتفت هذا المؤمن الى هوية هذا الرجل الذي كلفه بحمل هذه الرسالة فقد استولى عليه الامل بالفرح والبشارة بزوال همه، فسارع بالذهاب الى التاجر المذكور وأبلغه الرسالة، وبعد ان تأكد التاجر من صحة سماع الرجل للاسم الذي ذكره، قال له: وهل عرفته؟
أجاب: لا.
فقال التاجر: ذاك مولانا صاحب الزمان عليه السلام وقد كنت نذرت لله اهداء هذا المبلغ له.
وحينئذ ساور المؤمن شعور بالبهجة والسرور ليس لقضاء حاجته بل لتشرفه برؤية امام زمانه لكن شعوره هذا خالطه شيء من الندم والتحسر على عدم إلتفاته اليه عليه السلام عند تشرفه بلقائه.
