(حضرة المهدي عليه السلام سوف يولد في مدينة كبيرة ثم يأتي إلى اسطنبول)
قراءة مهدوية في الأروقة التركية
"هارون يحيى" كاتب وباحث تركي مسلم, ولد سنة ١٩٥٦م, درس الفنون الجميلة في اسطنبول, وخلال دراسته قام ببحوث كثيرة حول نظرية دارون وتفنيدها, وألف كتاب "اطلب الخلق" الذي حاول فيه تفنيد هذه النظرية, له كتب "المهدي في التوراة" و"المهدي في القرآن" و"المهدي في الإنجيل" و"المهدي سلطة روحية".
نشر هارون يحيى على موقعه في الإنترنت هذه المقالة:
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول رجل (المهدي) من أهل المدينة (مدينة كبيرة) سوف يأتي إلى مكة وقسم من أهل مكة يأتون إليه ويعطونه البيعة بين الركن والمقام. (سنن ابن داوود)
ان كلمة المدينة تستعمل في معنى مجازي أو بلاغي في هذا الحديث عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم, بكلمة اخرى ان استعمال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لكلمة المدينة ليعني اشياء مختلفة, ان هناك مدناً كبيرة كثيرة في العالم الاسلامي, لهذا السبب يمكن ان يفهم في أي معنى استعمل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كلمة المدينة.
في هذا يشير النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ان الإمام المهدي عليه السلام سوف يأتي من المدينة, بينما احاديث اخرى تشير إلى انها قرية من الارض.
الإمام القرطبي يشير إلى ان المهدي عليه السلام من الجزء الغربي من العالم الاسلامي, وبالجمع بين هذه العبارة وحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينتج ان الإمام المهدي عليه السلام يأتي من مدينة كبيرة من الجزء الغربي من العالم الاسلامي.
في احاديث اخرى للنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبر اصحابه ان المهدي عليه السلام سيصلح النظام الرومي للمدينة, ولان المتكلم أو السائل للرسول صلى الله عليه وآله وسلم غير متأكد من أي مدينة أو مدينة كبيرة سوف يقوم الإمام المهدي عليه السلام بفتحها ولذلك فإنه يسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنها.
النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجيب انها اسطنبول.
احمد يسجل حديثاً عن عبد الله بن عمر حيث يقول:
"ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ستة اشياء سوف تحدث لأمته, السادسة منها فتح المدينة (city)، سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم أي مدينة قال اسطنبول".
لذلك كانت كلمة المدينة التي استعملها النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الحديث بمعنى المدينة العظيمة, والتي تشير إلى اسطنبول.
حديث آخر يشير إلى ان المهدي عليه السلام سوف يظهر من مدينة تحتوي على آثار عظيمة بضمنها الراية المقدسة للرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم, الراية والآثار المقدسة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم موجودة في اسطنبول.
عن عبد الله بن شريف ان راية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم سوف تسلم إلى المهدي عليه السلام. (البرهان في علامات مهدي آخر الزمان ص٦٥).
هو أي المهدي عليه السلام سوف يظهر ومعه راية الرسول المصنوعة من وبر الابل والتي لها اربع زوايا, وهي سوداء, ولها هالة قدسية ولم تظهر للعيان منذ وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسوف تظهر مع المهدي عليه السلام. (البرهان نفس المصدر ص٢٣).
بالنسبة للعلامات فإنه صلى الله عليه وآله وسلم سيظهر معه قميص وسيف وراية النبي صلى الله عليه وآله وسلم. (معجزات يوم القيامة ص١٦٤).
porte صلى الله عليه وآله وسلمts of doomsday
من الاحاديث السابقة يظهر ان الآثار المقدسة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ورايته سوف تظهر مع المهدي عليه السلام أو عند ظهوره, وبما ان الآثار موجودة في اسطنبول فيتضح ان المهدي عليه السلام سوف يكون في اسطنبول.
على اية حال يظهر مما سبق ان المدينة التي سوف يولد بها المهدي عليه السلام والمدينة التي تقع غرب العالم الاسلامي تختلف عن المدينة التي سوف يفتحها أو يصلحها اخلاقياً.
ان هذه المدينة هي اسطنبول من خلال وصفها حيث يكون فيها طريق معبد في وسط الماء, أي الجسور.
عند فتحه اسطنبول فإن المهدي عليه السلام يغرس الراية وهو عندما يريد ان يتوضأ لصلاة الصبح, الماء ينقسم قسمين وينحسر من امامه, وهو يعبر إلى الجانب الآخر من خلال هذا الطريق المفتوح ويقول: (يا ايها الناس تعلموا من هذا ان البحر انحسر ماؤه لنا كما كان لبني اسرائيل فيكبروا اثنتي عشر تكبيرة). (القول المختصر في علامات المهدي المنتظر ص٥٧).
الحديث يقول ان المهدي عليه السلام سوف يغرز الراية في المدينة ليبين ان المدينة تحتوي على راية الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
_ وهنا نقول: ان هذا المقال يحاول ان يثبت ان المهدي عليه السلام سوف يأتي إلى اسطنبول, ويستدل صاحبه بأمور يحاول الاعتماد عليها في اثبات ذلك.
وكما نرى فان في هذا المقال مؤشرات بعيدة, هي من البعد بحيث لا يمكن ان تخطر على بال عاقل, ولكن الظاهر ان سوء الترجمة وعدم خبرة الكاتب بالعربية واصطلاحاتها ادت به إلى سوء الفهم هذا.
فمن ذلك فهمه لكلمة "المدينة", والتي تعني مدينة الرسول عليه السلام بأنها مدينة كبيرة مع انها اسم منقول إلى مدينة الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم.
كذلك استشهاده بأن الإمام المهدي عليه السلام تظهر معه راية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وهي في اسطنبول, فلذلك يجب ان يأتي عليه السلام إلى اسطنبول ليأخذها.
مع ان الوارد ان ارث الإمام عليه السلام ينتقل من إمام إلى إمام, وقد انتقل إلى الإمام المهدي عليه السلام بعد وفاة الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
وكون راية النبي مع المهدي عليه السلام لا يعني انه يذهب إلى اسطنبول, حيث ورد انه عليه السلام يظهر ومعه راية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم المعلمة مكتوب عليها "ليتني ادركته وانا جزع" (الملاحم والفتن لابن طاووس).
اضافة إلى ان هناك اموراً اخرى في المقال لا يخفى الوهن فيها على المتمعن.
