هل للإمام المهدي عليه السلام ذريّة وأولاد؟
السيد ضياء الخباز
يتوقف إثبات نسب الشخص في الفقه الاسلامي الشيعي الاثني عشر على ضوابط مسلّمة يقرها الفقهاء، وذلك بثلاثة طرق.
- الطريق الاول: هو (إقرار الأب)، فإن هذا الإقرار يثبت الانتساب، وتترتب عليه الأحكام الشرعية من توارث وحرمة.
- والطريق الثاني: هو (الاستفاضة المفيدة للعلم)، أي أن تكون هناك شهرة عند الناس بأن هذا الإنسان ينتسب الى هذا الشخص او الى تلك العشيرة.
- والطريق الثالث: هو شهادة (عدلين ذكرين)، وذلك إن شهدا بأن فلاناً هو ابن فلان، وأنه ينتسب إلى القبيلة المعنية. فهي شهادة كافية على إثبات النسب. كما يقول الفقهاء.
ويمكننا ان نطبق هذه الضوابط الثلاثة على من ادّعى النبوة والانتساب للامام المهدي عليه السلام كادعاء (احمد اسماعيل كاطع) (مثلاً)،فليس هناك أب يشهد لهذا المدعي بأنه ابن الإمام عليه السلام. فالطريق عليه من هذه الناحية مغلق تماماً.
أما من طريق الاستفاضة المفيدة للعلم، فنقول: إن هذا المبدأ يثبت خلاف المدّعى، لان المدّعي معروف في مدينته (البصرة) أنه ينتمي إلى فلان من الناس والى أسرة وإلى عشيرة معينة، أهل البصرة يعرفون ذلك.
أما الطريق الثالث، وهو شهادة عدلين، لا تكون مقبولة الا بشروط منها ان يكون الانتساب ممكناً، أي أن لا يكون هناك مانع عقلي ولا شرعي من هذا الانتساب، كأن يكون الفارق بين من يدعي البنوّة وبين ابيه بالسنين فارقاً بسيطاً لا يمتنع معه ان يكون أحدهما اباً للاخر.
نقول إننا من خلال الروايات نستطيع أن ننفي وجود ذرية للإمام عليه السلام في زمن الغيبة، فكل من يزعم أنه من ذريته فهو كاذب.
_ هناك رواية يقول الحسن الوشاء، دخل علي بن ابي حمزة على الامام الرضا عليه السلام فقال له:
أنت إمام؟ فقال عليه السلام له: بلى: قال إني سمعت من جدك جعفر بن محمد عليه السلام أنه يقول: لا يكون الإمام إلا وله عقب _في تعريض واضح للإمام الرضا عليه السلام لانه في ذلك الوقت لم يكن قد رُزق بذرية_ فقال له الإمام عليه السلام: أنسيت يا شيخ أم تناسيت ما هكذا قال جعفر بن محمد عليه السلام، وإنما قال: لا يكون الإمام إلا وله عقب إلا الإمام الذي يخرج عليه الحسين بن عليL فانه لا عقب له ويقصد الإمام المهدي عليه السلام حيث رجعة الإمام الحسين عليه السلام بعد الظهور المبارك.
قد يقول قائل ويدعي أن هناك نصوصاً تصرّح بعد الإمام عليه السلام أئمة من ولده .. فكيف يتم التوفيق بين هذه الروايات، وبين غيرها التي تنفي ذلك.
فهنا يقول العلماء: إنه لا يعتد بمثل هذه الروايات مثار الاعتراض .. لأنها مجهولة السند اصلاً، كرواية (السلام على ولاة عهده والأئمة من ولده).
أو رواية يعقوب بن يوسف الطراد والتي تقول (اللهم صل على وليك وولاة عهده والائمة من ولده). أو رواية تلك التي كانت تدّعي أنها جارية في بيت الإمام العسكري عليه السلام، وأنها تلتقي بالامام المهدي عليه السلام، فنقلت عنه هذه الصلاة.
اذاً فالإمام المهدي عليه السلام لا عقب له، فكل من يدّعي أنه من ذرية الإمام عليه السلام فهو كاذب مدلّس وهذا هو صريح الروايات.