اقلامهم تتحدث عن المهدي عليه السلام ودولة آخر الزمان
احمد الجزائري
الشيخ يوسف بن يحيى المقدسي الشافعي المتوفي سنة ٦٨٥ والي القضاء في دمشق يحدثنا عن سبب تأليفه لكتابه القيم (عقد الدرر في اخبار المنتظر) اذ يقول في حديث طويل في مقدمة كتابه، أخذنا منه (انّه جرت مذاكرة في حضرة بعض الاخوان من ظهور الفساد في البر والبحر... وعمّت الأنام الحيرة والذلة... وتقطعت السبل وانسدت المسالك فقلنا كيف السبيل والخلاص... ولعلّ زواله يكون عند خروج الامام المهدي عليه السلام ... فيملك الأرض ... ويملؤها قسطاً وعدلاً ... ولعل ظهوره في هذه السنين قد يقع، فكل أمر إذا أفاق اتسع، ثم ذكر من ينكر المهدي عليه السلام وردّ عليه، ثم قال: فجمعت ما تيسر وحضر من الأحاديث الواردة في حق الإمام المهدي عليه السلام ... وسميته (عقد الدرر في أخبار المنتظر) وجعلته مشتملاً على اثني عشر باباً... وقد ترجم له السبكي في (طبقاته) قائلاً في الكبرى منها: وكان فقيها فاضلا مفتيا، متوقد الذهن، سريع الحافظة، مناظرا محجاجا، أخذ العلوم عن القاضي كمال الدين التفليسي وعن والده، وقيل : وكان أفضل من أبيه... سمع منه الحافظ علم الدين البرزالي وغيره. ثم حكى عن الذهبي فيه إطراء كثيرا قد بالغ في الثناء عليه.
ويعتبر كتاب عقد الدرر في اخبار المنتظر من ابرز الكتب المؤلفة في الامام المهدي عليه السلام تحت هذا العنوان إذ يعكس لنا هذا المؤلف سبب التأليف ويعكس لنا العنوان قضية الانتظار وأنها حالة ممارسة إذ لا معنى لانتظار شخص غير مولود ويذكر هذا الشيخ أحاديث المهدي عليه السلام ويخرجها ومن بين ما يذكره من الأحاديث حديث لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة وحديث ملأ الأرض قسطاً وعدلا وأن المهدي من أهل البيت عليهم السلام من ولد فاطمة عليها السلام.
وهذه الأحاديث تدل بشكل واضح على حتمية وجود المهدي عليه السلام ولزوم انتظاره والايمان به، وتعكس لنا من جانب آخر أن القضية لم تاتِ من فراغ، أو هي ناجمة عن خلفيات مذهبية ضيقة أو أسباب اجتماعية أو سياسية حدت بالمعتقدين ان يبرزوها لأجل التخلص من ضيق نتيجة ما يواجهونه من ظلم وتنكيل واستخفاف.
إنما هي عقيدة متجذرة سطرتها انامل العلماء في كتبهم مدونة بذلك أوضح حقيقة تعيشها البشرية لتحقيق أهدافها.