نافذة خواطر مهدوية
الشيخ عبد العظيم المهتدي البحراني
سيدي يا صاحب العصر والزمان ؛ بوجودك الحي الفاعل في كل العصور والأزمان قد بقي الإسلام والقرآن. ذلك لأنك الإمام الذي تدير الأمور خلف الأستار بقوة مستمدة من الله الواحد القاهر , ولذلك جعل الله تعالى طاعتك في صف طاعته وطاعة رسوله جدك وعلى امتداد الولاية الحقة قائلاً : (أَطيعُوا اللَّهَ وَ أَطيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ).
وحاشا الله أن يأمرنا بالطاعة لمن حكمه وسلوكه يغاير حكم الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم وسلوكهما العادل مع الخلق أجمعين.
فسياق الآية وحكم العقل ونداء الوجدان وضرورة الحياة السعيدة كلها ادلة واضحة تهدينا اليك ياسيدي، لأنك الاقرب الى الله عزوجل والامثل بالرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم ولا ينافسك في ذلك اي بشر على الاطلاق.
وياأسفاً على الذين لايفقهون هذه الآية فيظلمون الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم بجعلهم الظالمين في صفهما واعتبارهم أولي الأمر, فيوجبون طاعتهم كوجوب طاعة الله والرسول صلى الله عليه وآله وسلم, ولا ادري كيف يجمعون بين النقيضين ؟
ولكن الهوى وطمعهم فيما بأيدي الظالمين من مال ولذات هو الكارثة من وراء التلاعب بآيات القرآن منذ زمنٍ بعيد.
ولا عجب سيدي ان يفسروها بأهوائهم بعد ان غيّبوك عن أفكارهم وقلوبهم وحبهم، ولم يعرفوك حق المعرفة التي فرضها عليهم الله العظيم المتعال.