قصة قصيرة
يئس الأطباء ولم أيأس من بركة الإمام عليه السلام
محمد حسن عبد
يبيت ليله مسهّداً، يفكر ويطيل التفكير إلى حد الأرق، فهو لا يكاد ينام من الليل الاّ ساعة، يحدث نفسه، ويسأل كيف آل أمر ابنته إلى هذه الحال.
- يا الهي ماذا حل بـ (نسرين)، بدأ الضعف يشتد بها يوماً بعد يوم، إنها لم تتماثل إلى الشفاء رغم أني عرضتها على طبيب هو من أحسن أطباء البلد:
- يالله حتى هذا الطبيب، وربما ليأسه من حالتها قد أحالها لطبيب آخر.
- رحماك يا رب لقد قرر الاثنان إحالتها للرقاد في المستشفى. فماذا يعني ذلك؟
- اللهم إني أسألك اللطف في قضائك، إن الصور الشعاعية والعينات الطبية التي أخذت لها أكدت انعدام الأمل في شفائها.
- ماذا عساي أن أفعل لقد استشري هذا الداء الخبيث في كبدها وطحالها، لقد أرسلت ملفها إلى اخيها المقيم في أمريكا ولم يكن تشخيص الاطباء هناك الا يأساً من حالتها.
- ماذا أفعل يا إلهي إنها قد لا تعيش أكثر من ستة اشهر كما صرح بذلك الأطباء؟
- إلهي وخالقي مالي إلاّك ملجأ، وليس لي غيرك ملاذاً.
بينما الوالد في هذا الخضم تعصف به الأفكار ويأخذه التفكير كل مأخذ، وفي غضون ذلك، قادته فطرته، ودله إيمانه إلى الذهاب إلى (مسجد جامكران) في ضواحي قم المقدسة .. لقد قصد أحد الصالحين في المسجد أن يقيم مجلس دعاء لشفاء ابنته .. بينما قضى هو ليلته يتعبد ويدعو، هناك يتوسل إلى الله تعالى بوليّه المهدي عليه السلام فإنّه لم يفقد الأمل بشفاء ابنته.
وبينما هو على هذه الحال .. وفي احدى جلسات العلاج الكيمياوي .. كانت المفاجأة .. وبعد أن أعيد أخذ التحاليل الطبية والصور الشعاعية، فلقد استولى العجب على الطبيب المعالج وهو يقول لوالد الفتاة.
- بالله قل لي ماذا فعلت يا رجل .. ماذا عملت لابنتك؟
دهش الرجل وقال للطبيب.
- ما الأمر، وماذا حدث لها؟
أجاب الطبيب.
- لقد غابت جميع الأورام السرطانية عن ابنتك، بل حتى آثارها.
- لقد غمرت الأب البهجة، ودموع الفرح تغرق عينيه وهو يقول للطبيب.
- لم أفعل شيئاً طبياً ولكني لجأت إلى الذي يلجأ إليه المضطرون، وتوسلت إليه بوليّه مولاي صاحب الزمان عليه السلام.
لقد يئس الأطباء من شفاء ابنتي، ولم أيأس من بركة الإمام عليه السلام.