دول شيعية
دولة الاخيضريين
جمع وتحقيق محمد السعد
نجد، كما عرفتها الموسوعة الحرة: منطقة تقع في وسط و شمال الجزيرة العربية، وهي من الأقاليم الرئيسة التي تألفت منها السعودية.
كانت نجد موطناً للكثير من القبائل العربية الكبيرة منذ ما قبل الإسلام بقرون، كما كانت موطن الكثير من كبار شعراء العصر الجاهلي وصدر الإسلام، كما كانت أيضاً مولد الحركة الوهابية التي قامت على أساسها الدولة السعودية.
اما اليمامة فهي اسم قديم للثلث الجنوبي الشرقي من نجد, أول من سكنه من العرب هم بني هزان.
يقول ياقوت الحموي في معجم البلدان: ان اليمامة سميت بهذا الاسم نسبة إلى قرية من قراها تسمى جو اليمامة تقع حالياً ضمن محافظة الخرج.
وكانت أهم حواضرها في الجاهلية والقرون الأولى من الإسلام حجر (أو حجر اليمامة) وهي التي أقيمت عليها فيما بعد مدينة الرياض.
تعتبر نجد قاعدة اول دولة حسنية علوية في تاريخ شبه الجزيرة العربية باستثناء اليمن وهي دولة بني الاخيضر.
جاء في تاج العروس: الأَخَيْضِرُ، مُصَغَّراً: ذُبَابٌ أَخْضَرُ على قَدْرِ الذِّبَّانِ السذُودِ والأَخَيْضِرُ: وَادٍ بَيْنَ المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ والشَّامِ، يقال له: أُخَيْضرُ تُربة. يقال: خَضَرَ الرَّجُلُ خَضَرَ النَّخْل بمِخْلَبة يَخْضُره خَضْراً واخْتَضَرَه: قَطَعَهُ فاخْضَرَّ واخْتَضَر.
من هم بنو الاخيضر؟
بهذا الخصوص يقول الباحث حسين حسن سلهام:
يقول القلقشندي في كتابه: "بنو الأخيضر" تصغير أخضر، بطن من بني الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، وهم بنو محمد الملقب "بالأخيضر الصغير" بن يوسف الملقب "بالاخيضر الكبير" بن إبراهيم بن موسى الجون بن الحسن بن الحسن السبط عليه السلام.
قامت دولة بنو الاخيضر على ارض اليمامة وبالتحديد في منطقة الخرج وما حولها، وكانوا من الأشراف اتباع المذهب الشيعي، يقولون في أوقات الأذان للصلاة "حي على خير العمل"، وذلك في قلب صحراء نجد, واستمر قيام تلك الدولة قرابة ٢٥٠ سنة أي من ٢٥٢هـ حتى أواخر القرن الخامس الهجري, حيث غلب عليهم القرامطة وأزالوا دولتهم.
إن السبب الرئيس لقيام الدولة الاخيضرية بصحراء نجد هو في الحقيقة الهروب من ظلم بني العباس الموجه ضد العلويين من آل البيت عليهم السلام وشيعتهم.
وقد جاء في مقال بجريدة "الجزيرة" للكاتب ايمن النفجان :
"في القرن الثالث الهجري نشأت إمارة لبنى الأخيضر العلويين في اليمامة قاعدتها الخضرمة، استمرت لقرنين من الزمن، واتفق المؤرخون على أنها لعبت دوراً مهماً في تاريخ المنطقة".
الحالة العامة في اليمامة (الموطن والسكان) قبل مجيء الاخيضريين
اليمامة من أغنى أقاليم الجزيرة العربية بثرواتها الطبيعية، حيث تتوافر فيها الينابيع السائحة، والآبار الجوفية الكثيرة, مع خصوبة أرضها وسعة مساحتها، وتتميز بكثافة ثرواتها الحيوانية، ووصفت معادن اليمامة بالغزارة والتنوع.
ونعمت اليمامة بالازدهار لفترات؛ فازدادت عمرانا، وعدت بحاضرتها حجر من الحواضر العربية الكبيرة، وكانت لوالي اليمامة سلطة امتدت إلى نواح كثيرة من الجزيرة العربية.
وعن سكان اليمامة يقول الدكتور فهد بن عبد العزيز الدامغ:
يسكن بلاد اليمامة عدة قبائل منها قبيلة تميم التي كانت تحتل الأجزاء الشمالية من بلاد اليمامة, وقبيلة حنيفة التي كانت تقطن قلب بلاد اليمامة، يليها جنوباً بنو هزَّان من عنزة، وبنو النمر بن قاسط بن ربيعة، وبنو جرم من قحطان. أما عن جنوبي اليمامة، فإنّ أغلب سكانه آنذاك كانوا من قبائل بني كعب بن عامر بن صعصعة المضرية. وفي أقصى غربي اليمامة كانت منازل قبيلة باهلة. إضافة إلى قبائل أخرى ذات صبغة بدوية تجوب فيافي اليمامة ومراعيها، وتتحرك إلى أقاليم مجاورة، مثل بني نمير، وبني كلاب، وبني عُقَيل.
تأسيس الدولة الاخيضرية
في سنة ٢٥٢هـ، توفي إسماعيل بن يوسف رحمه الله واسماعيل هو اول من ذكر في التاريخ وقد وصف بـ (الاخيضر الكبير), وقد اشار الفخر الرازي إلى يوسف "بامير اليمامة ", وقد وصف أيضاً بانه امير البادية, لأنه استعان بالبوادي سنة ٢٥١هـ ونجح بالاستيلاء على مكة المكرمة, ثم خرج إلى المدينة المنورة وارسل الخليفة المعتز جيشاً للقضاء عليه فهرب إلى البادية وتوفي بعد أن أصيب بالجدري وكان عمره عند وفاته اثنتين وعشرين سنة ولم يكن له عقب، وولي مكانه أخوه الاخيضر محمد. ومحمد أسن من إسماعيل بعشرين سنة وهو الملقب بالأخيضر الصغير الذي سعى للاستيلاء على الحجاز فأرسل الخليفة المعتز قائده أبا السفاح الأسروشي في عسكر ضخم، فهرب محمد منهم وسار إلى اليمامة فملك أمرها، وأسس امارة قاعدتها الخضرية فكانت لذريته من بعده وكان له من الولد محمد وإبراهيم ويوسف وعبد الله وهم باليمامة ودار ملكهم الخضرمة.
وقد ساعده في ذلك عدم استقرار الحالة في اليمامة آنذاك, لأسباب منها بروز القبائل القيسية واحلافها وخاصة بني نمير الذين ضايقوا اهل اليمامة, فاشتكوهم إلى الخليفة العباسي الواثق.
نجد اضطراباً في الأخبار التي تحدد, تاريخ قدوم بني الأخيضر إلى اليمامة, حيث تشير بعض المصادر إلى نهاية عام ٢٥٢ هجرية أو بداية العام التالي أي بعد هزيمة محمد بن يوسف "الملقب بالأخيضر" الصغير في الحجاز وارتحاله إلى اليمامة. إلا أن ابن حوقل ذكر أن بدأ إمارتهم كان في عام ٢٣٢ هجرية؛ ومما يؤيد هذا الرأي إطلاق الفخر الرازي لقب "أمير اليمامة" على يوسف (الأخيضر الكبير)، إلا أن وصف الرازي لمحمد (الأخيضر الصغير) بأمير الأمراء في اليمامة؛ يرجح إنه هو الذي أسس إمارة قوية في المنطقة على عكس أبيه الذي وصف بالأمير فقط.
لماذا الخضرمة؟
إن السؤال الذي يتبادر إلى ذهن الباحث لماذا اختار "بنو الأخيضر" الخضرمة دون غيرها من بلدات الجزيرة العربية؟
وتقع الخضرمة في جو أسفل وادي الخرج، في الموضع الذي تقوم فيه بلدة اليمامة الآن, وهي اشهر مدينة بدولة (بنو الاخيضر) وفيها حصون وآثار جديس, من احدها نظرت زرقاء اليمامة إلى من نزل من "جوجان" من رأس الدام مسيرة يومين وليلتين.
ويبدو أن هناك عدة عوامل تسببت في هذا الاختيار منها:
١- كانت اليمامة قد تميزت بوفرة إنتاجها الزراعي، فإن وادي الخرج, حيث تقع الخضرمة يعد أفضل أودية اليمامة من حيث الخصوبة، واعتمدت الحجاز وحتى الأحساء على إنتاجها الزراعي، بل إنها نالت اهتمام الخلفاء الأمويين ومن بعدهم العباسيين.
٢- تميزت الخضرمة بالمنعة فلا يستطيع الأعداء الوصول إليها بسهولة.
٣- أن وجود الخليط من السكان في الخضرمة يقلل من مقاومتهم لأي قادم جديد، فلم يجد بنو الاخيضر صعوبة في إزاحة آل أبي حفصة أمراء الخضرمة.
٤- تميزت الخضرمة بموقعها المهم على طريق قوافل الحج والتجارة مما جعلها من أهم بلدات اليمامة من الناحية السياسية والاقتصادية تنافس حجر قاعدة اليمامة.
٥- ليس من المستبعد أن بني الأخيضر اختاروا الخضرمة لا حجر, حتى لا يصطدموا بوالي اليمامة، وبقبائل اليمامة القوية وخصوصاً بني حنيفة.
أمراء بني الأخيضر: هم:
١- محمد بن يوسف (الملقب بالأخيضر الصغير) تولى الإمارة في اليمامة سنة ٢٥٣ هجرية، وكان عمره اثنين وأربعين عاما.
٢- يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر.
٣- إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر، أشركه أبوه في الإمارة، ثم خلف أباه بعد وفاته، وذكر ابن حزم انه توفي، في حين يذكر ابن عنابه أنه قتل على يد القرامطة سنة ٣١٦ هجرية.
٤- الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر، خلف أخاه بعد وفاته.
٥- أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد الأخيضر خلف أباه بعد وفاته.
ومن أمراء بني الأخيضر الذين ذكروا دون أن يعرف ترتيبهم:
٦- محمد بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر.
٧- صالح بن إسماعيل بن يوسف بن محمد بن يوسف الأخيضر.
٨- جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف.
٩- علي بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد بن يوسف.
١٠- محمد بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد الأخيضر.
١١- الحسن بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد الأخيضر، قتل أخاه الأمير محمد؛ واستولى على الإمارة.
١٢- كزراب بن علي بن جعفر بن أحمد بن الحسن بن يوسف بن محمد الأخيضر ثار على عمه واستولى على الإمارة، وعلى الأرجح أنه آخر أمراء آل الأخيضر.
وتحدث الرحالة ناصر خسرو المتوفى عام ٤٨١هـ عن الدولة الاخضيرية واصفاً، مدينتهم في القرن الخامس الهجري في كتابه "سفرنا مه" ـ ذكريات السفر ـ بقوله: وباليمامة حصن كبير قديم, والمدينة والسوق _حيث صناع من كل نوع_ يقعان خارج الحصن, وبها مسجد جميل, وأمراؤها علويون منذ القديم ولم ينزع أحد هذه الولاية منهم, إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر.
وهؤلاء العلويون ذوو شوكة فلديهم ثلاثمائة أو أربعمائة فارس وهم يقولون في الإقامة للصلاة "حي على خير العمل".
وقيل أن سكان هذه المدينة شريفيه خاضعون للأشراف.
وباليمامة مياه جارية في القنوات, وفيها نخيل يكثر فيها التمر ومن اليمامة إلى الحسا أربعون فرسخا.
القرامطة والدولة الاخيضرية العلوية:
أوضح ابن خلدون في تاريخه أن القرامطة أسقطوا دولة بنو الاخيضر بقوله: "ولم يزل ملكها فيهم إلى أن غلب عليهم القرامطة، وانقرض أمرهم".
نفوذ الدولة الاخيضرية في اليمامة
ينفرد المسعودي وهو من أهل القرن الرابع بالقول ان إمارة بني الأخيضر قد امتدت لتشمل اليمامة والبحرين؛ وإذا صح ذلك فلا بد أنه كان لفترة قصيرة، وقد رجح الدكتور صالح النشمي أن امتداد إمارتهم لم يشمل إلا جزءاً من اليمامة مستدلاً على ذلك بورود أسماء ولاة للدولة العباسية على اليمامة أثناء وجود إمارة بني الأخيضر، ومن المعروف أن الدولة العباسية قد شهدت الكثير من الضعف في ذلك الزمن، ولم يرد لدى المؤرخين أي نص يشير إلى حدوث اصطدام ما بين العباسيين وبني الأخيضر؛ ولذلك فليس من المستبعد أن العباسيين كانوا راضين عن قيام إمارتهم؛ أو أنها كانت تتبع الخلافة العباسية اسمياً كما هو حال الكثير من الإمارات في ذلك العهد، ومما يؤيد هذا الاستنتاج ما ورد في خطاب وزير المقتدر العباسي آنف الذكر والذي يبدي فيه غضب العباسيين من قتل القرامطة لبني الأخيضر وسبيهم، كذلك تطبيق بني الأخيضر نظام المقاسمة أي نظام الخليفة المهدي.
ولعل وصف الرحالة ناصر خسرو لنفوذهم يوضح حالهم حين قال: (ولم ينتزع أحد منهم هذه الولاية، إذ ليس بجوارهم سلطان أو ملك قاهر).
نهاية إمارة بني الأخيضر
تكرر لدى العديد من المؤرخين خبر استمرار إمارتهم كالأصفهاني، والمسعودي إلخ...، وآخرهم ابن حزم المتوفى سنة ٤٥٦ هجرية، ومما يؤيد ذلك ما ذكره الرحالة ناصر خسرو الذي زار اليمامة في منتصف القرن الخامس.
ونهاية إمارة بني الأخيضر كانت على يد القرامطة بحسب ابن خلدون والقلقشندي.
ماذا تبقى من ذكر بني الاخيضر بنجد؟
يقول الباحث حسين حسن سلهام بهذا الخصوص:
للأسف أن هذا النسب العلوي الرفيع لمؤسس الدولة الاخيضريه بنجد لم يسلم من أذى أعدائه. فما أن خبأ بريق هذه الدولة قام أعداؤهم بتشويه وتحقير مكانتهم وسمعتهم من خلال إطلاقهم لقب "أخيضري, خضيري" على ذي النسب غير المعروف، أو الذي لاينسب إلى قبيلة ذات شأن، وسرت هذه المعلومة المغلوطة حتى أصبحت من الأبجديات التي توارثها أهالي نجد! وهكذا يفعل بالتاريخ ولكن شتان بين الثرى والثريا، وهكذا عمل أعداء أهل البيت بقلب الحقائق رأساً على عقب، فنلاحظ ذلك في محاولاتهم تشويه نسب مؤسس الدولة الفاطمية في مصر حتى أطلقوا مسمى "الدولة العبيدية العبيديين" بدل مسمى "الدولة الفاطمية الفاطميين" نسبة إلى مؤسسيها أحفاد فاطمة الزهراء عليها السلام.
وجرى الأمر على أمراء الدولة الاخيضرية من أحفاد فاطمة الزهراء عليها السلام، وهكذا جرت الأمور حتى أصبح تاريخ تلك الدولة التي أقامها أحفاد آل البيت عليهم السلام تنتهي ذكراها بكلمة "خضيري" وهو صاحب النسب الوضيع الذي لا ينحدر من سلالة قبلية لها شأن في المنطقة.
الخطاء ان السلهام خلط بين الاشراف بني الاخيضر -وهم لازالوا موجودين في نفس المنطقة التي استقر بها اجدادهم مع اختفاء لقب الاخيضر الجامع لهم وحمل القاب عشاءرهم الفرعية المتعددة- خلط السلهام بين هؤلاء الاشراف وبين طاءفة كبيرة من العتقاء والموالي في المجتمع يطلق عليهم الخضيرية او بني خضير ،فهؤلاء لا علاقة لهم ببني الاخيضر ولا ينسبون الى قباءل اصلا ،بل هم مجهولي الاصل . راجع بشانهم مادة بني خضير في دليل الخليج
الاثبات والنفي باب واسع ويجب توفر ادلته وحججه ..
اثبات مع توفر الدليل مطلوب لعدم الانتساب الشخص لغير ابيه وفيه وعيد شديد ..
والنفي اشد من الاثبات وفيه وعيد شديد بل شدد الشارع الحكيم في ذلك ..
مع الاسف مقال يحمل كثير من العنصرية والكلام المرسل بلا اثباتات ويأثم صاحبه فأعد للسؤال من الواحد الديان جواباً ينجيك هداك الله ..