المسيح المنتظر عند اليهود
مير بصري
يؤمن اليهود بالموشياح (المسيح المنتظر) الذي يأتي في آخر الأزمان ليملأ الأرض عدلاً وسلاما. بشّر به الأنبياء منذ أكثر من ٢٥٠٠ عام، فقال أشعياء: (ما أجمل على الجبال قدمي المبشّر المخبر بالسلام، المبشر بالخير المخبر بالخلاص). وقال: (الذئب والحمل يرعيان معاً، والأسد يأكل التبن كالبقر، أمّا الحية فالتراب طعامها، لا يؤذون ولا يهلكون ...).
وقال النبي ميخا: (ويكون في آخر الأيام، إنّ جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجري إليه الشعوب. وتسير أمم كثيرة ويقولون: هلمّ نصعد إلى جبل الرّب وإلى بيت إله يعقوب، فيعلّمنا من طرقه ونسلك في سبله... فيقضي بين شعوب كثيرين وينصف أمماً قوية بعيدة، فيطبعون سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل لا ترفع أمّة على أمّة سيفاً ولا يتعلمون الحرب فيما بعد...).
وقد قلت في قصيدة لي مستوحياً آيات الأنبياء السالفين:
حُييت، يا رجل الغد الحر الذي أنت المؤمّل للحياة وعزها بيديك تجمع للمحامد شملها، العلم والخلق الرفيع كلاهما يا ليتني أحيا لأشهد عالماً لم يخش ظلماً والعدالة دأبه، لا الحرب تفني أرضه ورجاله، فثقافة ورفاهة وأخوّة والحكم فيه فضيلة وأمانة والعلم مصدر عزّة وسعادة والجهل كالفقر الممضّ جريمة، والفرد رأس الكائنات وركنها إنْ كان فرد القوم حراً هانئاً وكرامة الشعب العزيز بأهله، |
|
به تنجلي في الأرض كل ملّمة للخير، للغد نيّراً، للنهضة حاشاك توصم في علاك بسبّة لك منهج يغري عباب الظلمة رفّت عليه المكرمات وشعّت والحقّ يعلو فوق حلم السلطة والجهل لا يبلو البلاد بفتنة تلك الصفات لموطن الحرّية والمال محض وسيلة لمعيشة والفكر في الانسان أقدس حلية والدّاء ينخر في بناء الأمّة وأساس مجتمع وثيق اللحمة فالقوم مسعود وفير النعمة ليس الفخار بقوة أو كثرة |