علماء يتحدثون عن المهدي والمهدوية
السيد محمد باقر الحسني/ العراق:
الانتظار كغيره من المفاهيم، أساء فهمه كثير من الناس فبعضهم يفسرونه بالتوكل وعمليا يمارسونه بالتواكل وكذلك من خلال الروايات نفهم أن الانتظار ليس هذه الحالة السلبية التي تدعو إلى الركود والركون إلى الظالمين والسكوت وعدم الحركة وترك كثير من الأحكام الإسلامية، وأنه من أخطر المفاهيم الخاطئة في الانتظار هو أنه القول بغياب القيادة الشرعية وهو الإمام الحجة عليه السلام فهذا مفهوم خاطيء جدا ويؤدي إلى سلبيات كثيرة إن الانتظار مفهوم حيوي جدا، فالأمة المنتظرة أمة مجاهدة، أمة تطيع القيادة الشرعية، القيادة النائبة، فإنه لما غاب الإمام الحجة لم تترك الأمة هملا، كما أن الأمة لم تترك هملا لما ارتحل النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وعيّن تكليف الأمة في مسألة القيادة، كذلك الإمام الحجة عليه السلام عندما غاب فقد عين تكليف الأمة في مسألة القيادة النائبة وهذه المسالة جدا مهمة، ومع الأسف نجد كثيراً من الناس لم يلتفت إليها لسوء فهمه للانتظار ويتصور أن الانتظار هو ترك كثير من احكام الإسلام اتكالا إلى ما بعد ظهور الإمام الحجة بزعم أن الإمام الحجة عندما يأتي سيصلح الأمور.
السيد محمد الموسوي/ لندن:
يجب ان يتحلى الناس بالأمل، وأن لا يكونوا يائسين، وأن يعملوا على الدوام لجعل حياتهم الاجتماعية العامة أفضل، أن الانتظار لا يعني أن تكون سلبيا، وان لا تفعل شيئاً، وإن معنى الانتظار الحقيقي هو أن تفعل كل شيء ممكن لخدمة أنصار وأتباع الإمام عليه السلام، وبناء حياة أفضل للاستعداد لعودة ظهور الإمام عليه السلام، الانتظار يعني الفعل والعمل وكل ما يطلبه الإمام عليه السلام منا.
السيد محمد باقر المهري/ الكويت:
إن بعض الناس يفسرون الانتظار تفسيراً سلبياً يقولون ما دام هناك إنسان قائد مظفر مؤيد من قبل الله يظهر ويملأ الارض قسطا وعدلا، ويقضي على الظلم والجور والطغيان والفساد، ويهلك الطواغيت والظلمة، فلا معنى لأنْ نصلح المجتمع، ولذا يقولون بالانعزال عن الساحة سواء في المجال السياسي أم في غيره، ينعزلون بحجّة أن الإمام المهدي عليه السلام حينما يظهر فهو يصلح هذه الأمور الفاسدة، وهناك أكثر من هذا، فبعض الناس يعتقدون أن الانتظار معناه عبارة عن الانتظار فقط فهو لا يحتاج إلى أن نقاوم الظلم والفساد، بل لا يظهر الإمام المهدي عليه السلام الا حينما يكثر الفساد، ولذا ليس علينا أن نمنع الناس، بل إنه بعد وجود الفساد وكثرته سيظهر الإمام، فلماذا نحاول أن نمنع الناس منه ان هذا تفسير سلبي جداً وباطل لأن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وسيلتان ومن الواجبات الأساسية للإسلام، وهي أن يأمر الإنسان بالمعروف وينهى عن المنكر.
الشيخ ميثم السلمان/ البحرين:
هل الإمام المهدي عليه السلام هو المهدي المنتظر أم المهدي المنتظِر، لعل الإمام ينتظر من هذه الأمة القيام والمبادرة والجرأة والتحدي والإبداع والوقوف على ساحة الريادة، الساحة الدولية وإبراز المعالم الحضارية لهذه الأمة، ودعوة الآخرين وقيادتهم إلى الركب الصحيح حتى يخرج، اما اذا بقت الدموع التي تخرج بمحبة الإمام المنتظر عليه السلام هي دموع جبانة دموع مستسلمة دموع قانعة وخاضعة للواقع فهذه الدموع لا تصنع التغيير، ولا قيمة للدمعة ما لم تتحول إلى تطور، ولا قيمة لانتظارنا للحجة ما لم يتحول إلى استراتيجية تمهيدية لخروج الإمام عليه السلام في كل الحروب وفي كل الدول وفي كل الأزمات لابد لقيادات الجيش أن يعدوا استراتيجية حربية أو استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب وما قبلها والسؤال الذي يطرح نفسه هو هل أعددنا استراتيجية تنسجم أو تتوافق مع الرؤية المهدوية، وتتطلع إلى الأهداف المهدوية أم بقت استراتيجيتنا بعيدة كل البعد عن كل ما يسهم في تحقيق أهداف الإمام عليه السلام.
السيد حسين شرف الدين/ لبنان:
اما الانتظار بالمعنى السلبي للانتظار فهو ليس من الانتظار في شيء، بل هو ادعاء الانتظار وهو السلبية في انتظار المهدي المنتظر عليه السلام وذلك اذا كان الأمر تواكلاً, والتواكل هو استسلام، وهو خروج من طبيعة الانتظار إلى الاستسلام وعدم الاهتمام، وعدم الاكتراث، وهذا ليس انتظارا فإذا كنا نستعد وبشوق لزائر أو شخص ما ربما التقينا به وقد غاب عنا فالعلاقة مع هذا الشخص تجعلنا بحالة انتظار لأنّ نستقبل هذا الماضي الجميل بصدق.