الإمام المهدي عليه السلام في رواية وشعر زيد الشهيد رضي الله عنه
غفران الهاشمي
عن محمد بن بكير، ضمن حديث طويل أنه دخل علي زيد بن علي عليهما السلام قبل خروجه إلى العراق فسأله متى يقوم قائمكم؟ فقال زيد عليه السلام: يا ابن بكير إنك لن تلحقه وإن هذا الأمر يليه ستة من الأوصياء بعد هذا ثم يجعل خروج قائمنا فيملأها قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً فقال ابن بكير لزيد رضي الله عنه: يا ابن رسول الله ألست صاحب هذا الأمر، فقال زيد رضي الله عنه: أنا من العترة فكرر ابن بكير سؤاله فكرر زيد رضي الله عنه الجواب نفسه فقال ابن بكير هذا الذي تقوله، عنك أو عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأجاب زيد: عهد عهده إلينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أنشأ أبياتاً ذكر فيها المهدي عليه السلام. يقول فيها:
وقوام الحق فينـــــا من قبل كون الخلق كنا المختار و المهدي منا وبالحق أقمنا من تولّى اليوم عنــــا |
|
نحن سادات قــــريش نحن الانوار التي نحن منا المصطفــــى فبنا قد عــــــرف الله سوف يصلاه سعــــير |
وإنه واضح من صدر هذه الرواية أن زيد بن علي عليه السلام كان متمسكاً بالإمامة الحقة، ولم يدّع الإمامة لنفسه بأية حال من الأحوال، فهو يصرّح بأنّ الإمامة ستكون في ستة من الأوصياء بعد أخيه الإمام الباقر عليه السلام وهو الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام ثم يخرج المهدي المنتظر عليه السلام الذي هو الإمام الثاني عشر منهم والذي يملأ الله به الارض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً.
أما أبياته عليه السلام فتشير إلى منزلة أهل البيت عليهم السلام في الحياة الإسلامية، وتصرّح بأن المنقذ المنتظر عليه السلام ينتمي إلى هذا البيت النبوي الذي عرف الله بأئمته.