قصة قصيرة: إمامي أخذ بيدي وأعانني ...
محمد حسن عبد
استيقظ أطفاله على صوت تألمه.. أخذوا يبكون.. أذهلت زوجته.. غير مصدقة بما هو عليه.
والدته تنحب.. وقد اتخذت الدعاء إلى شفاء ولدها سبيلا.. وهي تنظر إليه.. كسيحاً.. عاجزاً.. لا تحمله رجلاه على الحركة.. والطبيب عنده وقد يأس من أمره.
إنها.. والعياذ بالله.. جلطة دماغية.. ولا أمل إلا بالله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
كان السيد أحمد دؤوباً على العبادة والدعاء.. فهو من مجاوري مرقد السيد عبد العظيم الحسني رضي الله عنه.. ومن المواظبين على زيارة مسجد (جمكران) كل ليلة أربعاء.
وفي ليلة من الليالي.. أفاق السيد أحمد من النوم.. وهو يشعر بالعطش.. أراد القيام ولكنه وجد رجليه عاجزتين عن الحركة.. فكان ما كان من أمر الطبيب.
لم يتملك السيد اليأس.. ولم يسيطر عليه.. بل زاده اندفاعاً نحو ربه وخالقه.. المشافي المعافي.. فاستغاث ببقية الله.. بإمامه ومولاه صاحب العصر والزمان عليه السلام.. وهو يخاطبه:
(يا مولاي أنت تعرف اني من الملازمين لزيارة مسجدك.. والدعاء بتقريب فرجك.. وقد نزل بي البلاء.. فأغثني).
غلبه البكاء وهو على هذه الحال.. متوسلاً إلى الله تعالى بوليه.. حتى أخذته سنة.. فرأى في منامه وكأنّ سيداً مهيباً يزوره.. يدعوه للقيام.
فقال له بلهجة العاجز: (لا أستطيع).
اقترب الزائر منه وأخذ بيده.. يساعده على النهوض.
أفاق السيد أحمد.. تغمره الفرحة والسرور.. وهو يشعر بالقدرة على الحركة.
نعم.. لقد نهض بكل خفة.. وهو يردد:
(لقد عافاني الله ببركة توسلي بإمام العصر عليه السلام).
ذهب من فوره إلى طبيبه.. أخبره بما جرى له.. وما أن سمع الطبيب ذلك.. حتى علت الدهشة محياه.. فسأله قائلاً:
ماذا فعلت يا سيد.. وماذا عملت؟
فأجابه: إنها لمعجزة حقاً.. وكرامة لإمامي المهدي عليه السلام.
(إنّ إمامي أخذ بيدي وأعانني).